الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3466 - "ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد؛ والظن؛ والطيرة ؛ ألا أنبئكم بالمخرج منها؟ إذا ظننت فلا تحقق؛ وإذا حسدت؛ فلا تبغ؛ وإذا تطيرت؛ فامض"؛ ( رستة ؛ في الإيمان)؛ عن الحسن ؛ مرسلا .

التالي السابق


(ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة) ؛ أي: أمة الإجابة؛ ( الحسد) ؛ للخلق؛ (والظن) ؛ بالناس سوءا؛ (والطيرة ) ؛ أي: التطير؛ يعني: التشاؤم؛ (ألا أنبئكم بالمخرج منها) ؛ قالوا: أخبرنا يا رسول الله؛ قال: (إذا ظننت؛ فلا تحقق) ؛ مقتضى ظنك؛ (وإذا حسدت) ؛ أحدا [ ص: 305 ] (فلا تبغ) ؛ أي: إن وجدت في قلبك شيئا؛ فلا تعمل به؛ (وإذا تطيرت؛ فامض) ؛ لأن الحسد واقع في النفس؛ كأنها مجبولة عليه؛ فلذلك عذرت فيه؛ فإذا استرسلت فيه بمقالها وفعالها؛ كانت باغية؛ وينبغي للحاسد أن يرى أن حرمانه؛ من تقصيره؛ ويجتهد في تحصيل ما به صار المحسود محظوظا؛ لا في إزالة حظه؛ فإن ذلك مما يضره؛ ولا يفيده؛ ذكره القاضي ؛ وقال الغزالي : إذا يئس الإنسان أن ينال مثل تلك النعمة؛ وهو يكره تخلفه؛ ونقصانه؛ فلا محالة يجب زوال النقص؛ وإنما يزول بأن ينال مثلها؛ أو تزول نعمة المحسود؛ فإذا انسد أحد الطريقين؛ لا ينفك القلب عن شهوة الآخر؛ فإذا زالت نعمة المحسود؛ كان أشهى عنده من دوامها؛ وبزوالها يزول تخلفه؛ ويقدم غيره؛ وهذا لا ينفك القلب عنه؛ فإن كان لورود الأمر لاختياره؛ سعى في إزالة النعمة عنه؛ فهو الحسد المذموم؛ وإن كان نزعه التقوى من إزالة ذلك؛ عفي عنه فيما يجده من طبعه من ارتياح إلى زوال نعمة محسوده؛ مهما كان كارها لذلك من نفسه؛ بعقله؛ ودينه؛ وهذا هو المعني بالخبر.

( رستة ؛ في) ؛ كتاب؛ (الإيمان) ؛ له؛ (عن الحسن ؛ مرسلا) ؛ وهو البصري؛ الإمام المشهور؛ [و" رستة "؛] بضم الراء؛ وسكون المهملة؛ وفتح المثناة؛ لقب عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني الحافظ .




الخدمات العلمية