الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2839 - "أول من دخل الحمامات وصنعت له النورة؛ سليمان بن داود ؛ فلما دخله وجد حره وغمه؛ فقال: أوه؛ من عذاب الله؛ أوه؛ قبل ألا يكون أوه"؛ (عق طب عد هق)؛ عن أبي موسى ؛ (ض) .

التالي السابق


( أول من دخل الحمامات) ؛ جمع "حمام"؛ (وصنعت له النورة ) ؛ بضم النون؛ حجر الكلس؛ ثم غلبت على أخلاط تضاف إليه من زرنيخ وغيره؛ تفعل لإزالة الشعر؛ ( سليمان بن داود ) ؛ النبي بن النبي؛ (فلما دخله) ؛ أي: الحمام؛ (وجد حره وغمه؛ فقال: أوه من عذاب الله أوه؛ قبل ألا يكون أوه) ؛ بسكون الواو؛ وكسر الهاء؛ وقيل: بتشديد الواو؛ وفتحها؛ كلمة تقال عند الشكاية والتوجع؛ يعني أنه ذكر بحره وغمه حر جهنم وغمها؛ فإن الحمام أشبه بيت بجهنم؛ النار من تحت؛ والظلام من فوق؛ والعارف الكامل لا يغفل عن الآخرة في كل لحظة؛ لكونها نصب عينه ؛ بل له في كل ما يراه من ماء؛ ونار؛ أو غيرهما؛ عبرة وموعظة؛ فإن نظر إلى سواد؛ ذكر ظلمة اللحد؛ أو إلى حية؛ ذكر أفاعي جهنم؛ أو إلى بشع مهول؛ ذكر منكرا ونكيرا؛ أو الزبانية؛ أو سمع صوتا هائلا؛ ذكر نفخة الصور؛ فلا تصرفه مهمات الدنيا عن مشاهدة مهمات العقبى.

(عق طب) ؛ وكذا في الأوسط؛ (عد هق) ؛ وكذا في الشعب؛ (عن أبي موسى ) ؛ الأشعري ؛ قضية كلام المصنف أن مخرجيه سكتوا عليه؛ والأمر بخلافه؛ فقد تعقبه البيهقي بما نصه: تفرد به إسماعيل الأزدي ؛ قال البخاري : ولا يتابع عليه؛ وقال مرة: فيه نظر؛ إلى هنا كلام البيهقي ؛ وفيه أيضا إبراهيم بن مهدي ؛ ضعفه الخطيب ؛ وغيره؛ وقال الذهبي كابن عساكر ؛ في تاريخ الشام : حديث ضعيف؛ وفي اللسان كأصله: هذا من مناكير إسماعيل ؛ ولا يتابع عليه؛ وقال الهيثمي - بعدما عزاه للطبراني -: فيه صالح؛ مولى التوأمة ؛ ضعفوه بسبب اختلاطه؛ وابن أبي ذؤيب ؛ سمع منه قبل الاختلاط؛ وهذا من روايته عنه؛ انتهى؛ وأقول: لكن فيه أيضا هشام بن عمار ؛ وفيه كلام؛ وعبد الله بن زيد البكري ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: ضعفه أبو حاتم ؛ أهـ؛ فتعصيب [ ص: 94 ] الهيثمي الجناية برأس صالح وحده؛ غير صالح.




الخدمات العلمية