الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3543 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه ؛ والمسبل إزاره خيلاء؛ ومدمن الخمر"؛ (طب)؛ عن ابن عمر ؛ (ح) .

التالي السابق


(ثلاثة لا ينظر الله) ؛ أي: الملك الأعظم؛ (إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه) ؛ أي: الذي يكثر المنة على غيره؛ لإحسانه إليه ؛ [ ص: 332 ] والمنة لا تليق إلا بالله (تعالى)؛ إذ هو الملك الحقيقي؛ وغيره يعطي من ملك غيره؛ فلم يجز له المن؛ فإذا من؛ فكأنه ادعى لنفسه الملك؛ والحرية؛ وانتفى من العبودية؛ ونازع الله صفات رب البرية؛ فلا ينظر إليه نظر رحمانية؛ ( والمسبل إزاره) ؛ الذي يطول ثوبه ويرسله إذا مشى؛ تيها وفخرا ؛ (خيلاء) ؛ أي: يقصد الخيلاء؛ بخلافه لا بقصدها؛ ولذلك رخص المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في ذلك لأبي بكر ؛ حيث كان جره لغير الخيلاء؛ ( ومدمن الخمر ) ؛ قال الطيبي : جمع الثلاثة في قرن؛ لأن المنان إنما من بعطائه لما رأى من فضله وعلوه على المعطى له؛ أو صاحب الحق؛ والمسبل إزاره هو المتكبر الذي يترفع بنفسه على الناس؛ ويحط منزلتهم؛ ومدمن الخمر يراعي لذة نفسه؛ ويفخر حال السكر على غيره؛ ويتيه؛ والحاصل من المجموع عدم المبالاة بالغير.

(طب؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ قال الهيثمي : رجاله ثقات.




الخدمات العلمية