الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2705 - "أنا مدينة العلم؛ وعلي بابها؛ فمن أراد العلم؛ فليأت الباب" ؛ (عق عد طب ك)؛ عن ابن عباس ؛ (عد ك)؛ عن جابر .

التالي السابق


(أنا مدينة العلم؛ وعلي بابها؛ فمن أراد العلم؛ فليأت الباب) ؛ فإن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلها ؛ ولا بد للمدينة من باب؛ فأخبر أن بابها هو علي - كرم الله وجهه -؛ فمن أخذ طريقه؛ دخل المدينة ؛ ومن أخطأه؛ أخطأ طريق الهدى ؛ وقد شهد له بالأعلمية الموافق؛ والمخالف؛ والمعادي؛ والمحالف؛ خرج الكلاباذي أن رجلا سأل معاوية عن مسألة؛ فقال: سل عليا ؛ هو أعلم مني؛ فقال: أريد جوابك؛ قال: ويحك؛ كرهت رجلا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعزه بالعلم عزا؟! وقد كان أكابر الصحب يعترفون له بذلك؛ وكان عمر يسأله عما أشكل عليه؛ جاءه رجل فسأله؛ فقال: "ههنا علي ؛ فاسأله"؛ فقال: أريد [أن] أسمع منك يا أمير المؤمنين ؛ قال: "قم؛ لا أقام الله رجليك" ؛ ومحا اسمه من الديوان؛ وصح عنه من طرق [ ص: 47 ] أنه كان يتعوذ من قوم ليس هو فيهم؛ حتى أمسكه عنده؛ ولم يوله شيئا من البعوث؛ لمشاورته في المشكل؛ وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال: ذكر لعطاء : أكان أحد من الصحب أفقه من علي ؛ قال: لا؛ والله؛ قال الحرالي : قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي ؛ ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب؛ الذي من ورائه يرفع الله عن القلوب الحجاب؛ حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء؛ إلى ههنا كلامه.

(عق عد طب ك) ؛ وصححه؛ وكذا أبو الشيخ ؛ في السنة؛ كلهم؛ (عن ابن عباس ) ؛ ترجمان القرآن؛ (عد ك؛ عن جابر ) ؛ ابن عبد الله ؛ ورواه أحمد ؛ بدون "فمن..."؛ إلخ؛ قال الذهبي - كابن الجوزي -: موضوع؛ وقال أبو زرعة : كم خلق افتضحوا به؛ وقال ابن معين : لا أصل له؛ وقال الدارقطني : غير ثابت؛ وقال الترمذي عن البخاري : منكر؛ وتعقبه جمع أئمة؛ منهم الحافظ العلائي ؛ فقال: من حكم بوضعه فقد أخطأ؛ والصواب أنه حسن؛ باعتبار طرقه؛ لا صحيح؛ ولا ضعيف؛ وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول؛ بل هو كخبر: "أرأف أمتي بأمتي أبو بكر " ؛ وقال الزركشي : الحديث ينتهي إلى درجة الحسن؛ المحتج به؛ ولا يكون ضعيفا؛ فضلا عن كونه موضوعا؛ وفي لسان الميزان: هذا الحديث له طرق كثيرة في المستدرك؛ أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل؛ فلا ينبغي إطلاق القول عليه بالوضع؛ أهـ؛ ورواه الخطيب في التاريخ؛ باللفظ المزبور؛ من حديث أبي معاوية ؛ عن الأعمش ؛ عن مجاهد ؛ عن ابن عباس ؛ ثم قال: قال القاسم : سألت ابن معين عنه فقال: هو صحيح؛ قال الخطيب : قلت: أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ؛ وليس بباطل؛ إذ رواه غير واحد عنه؛ وأفتى بحسنه ابن حجر ؛ وتبعه البخاري ؛ فقال: هو حديث حسن.




الخدمات العلمية