الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4302 - "الدين النصيحة" ؛ (تخ)؛ عن ثوبان ؛ والبزار ؛ عن ابن عمر ؛ (صح) .

التالي السابق


( الدين النصيحة ) ؛ أي: عماده؛ وقوامه النصيحة على وزان: "الحج عرفة " ؛ فبولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها؛ وبقية الحديث كما في صحيح مسلم : قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله؛ وكتابه؛ ورسوله؛ وأئمة المسلمين؛ وعامتهم" ؛ قال بعضهم: هذا الحديث ربع الإسلام؛ أي: أحد أحاديث أربعة يدور عليها؛ وقال النووي : بل المدار عليه وحده؛ ولما نظر السلف [ ص: 556 ] إلى ذلك جعلوا النصيحة أعظم وصاياهم؛ قال بعض العارفين: أوصيك بالنصح؛ نصح الكلب لأهله؛ فإنهم يجيعونه؛ ويطردونه؛ ويأبى إلا أن يحوطهم ويحفظهم؛ وظاهر الخبر وجوب النصح؛ وإن علم أنه لا يفيد في المنصوح؛ ومن قبل النصيحة؛ أمن الفضيحة؛ ومن أبى؛ فلا يلومن إلا نفسه.

(تنبيه) :

قال بعض العارفين: "النصاح": الخيط؛ و"المنصحة": الإبرة؛ و"الناصح": الخائط؛ والخائط هو الذي يؤلف أجزاء الثوب حتى يصير قميصا؛ أو نحوه؛ فينتفع به بتأليفه إياه؛ وما ألفه إلا لنصحه؛ والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله؛ وبين ما فيه سعادتهم عند الله؛ وبين خلقه؛ وقال القاضي : الدين في الأصل: الطاعة؛ والجزاء؛ والمراد به: الشريعة؛ أطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد.

(تخ؛ عن ثوبان ) ؛ مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ( والبزار ) ؛ في مسنده؛ (عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح؛ وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد الشيخين؛ وهو ذهول؛ فقد عزاه هو نفسه في الدرر إلى مسلم ؛ من حديث تميم الداري ؛ وعزاه ابن حجر إلى مسلم ؛ وأبي داود ؛ وأحمد ؛ موصولا؛ وإلى البخاري معلقا؛ وعزاه النووي في الأذكار إلى مسلم .




الخدمات العلمية