الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2860 - "ألا أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود الأجود؛ وأنا أجود ولد آدم ؛ وأجودهم من بعدي رجل علم علما؛ فنشر علمه؛ يبعث يوم القيامة أمة وحده؛ ورجل جاد بنفسه في سبيل الله؛ حتى يقتل"؛ (ع)؛ عن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


(ألا أخبركم عن الأجود؟) ؛ أي: الأكرم؛ والأسمح؛ قالوا: بلى؛ أخبرنا؛ قال: (الله الأجود؛ الأجود؛ وأنا أجود ولد آدم ) ؛ لأنه بث علوم الشريعة؛ مع البيان والتعليم؛ وأرشد السالكين إلى الصراط المستقيم؛ وما سئل في شيء قط وقال: لا؛ وكان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر؛ (وأجودهم من بعدي رجل علم علما) ؛ من علوم الشرع؛ (فنشر علمه) ؛ أي: بثه لمستحقيه؛ ولم يبخل به؛ (يبعث يوم القيامة أمة وحده) ؛ قال في الفردوس: "الأمة"؛ ههنا؛ هو الرجل الواحد؛ المعلم للخير؛ المنفرد به؛ ( ورجل جاد بنفسه في سبيل الله؛ حتى يقتل ) ؛ أو ينتصر؛ قال ابن رجب : دل هذا على أن المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - أجود [ ص: 104 ] الآدميين على الإطلاق؛ كما أنه أفضلهم؛ وأعلمهم؛ وأشجعهم؛ وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة؛ وكان جوده بجميع أنواع الجود؛ من بذل العلم؛ والمال؛ وبذل نفسه لله؛ في إظهار دينه؛ وهداية عباده؛ وإيصال النفع إليهم.

(ع؛ عن أنس ) ؛ قال المنذري : ضعيف؛ وقال الهيثمي وغيره: فيه سويد بن عبد العزيز ؛ وهو متروك الحديث؛ أهـ؛ وأخرجه ابن حبان عن مكحول ؛ عن محمد بن هاشم ؛ عن سويد بن عبد العزيز ؛ عن نوح بن ذكوان ؛ عن أخيه؛ عن الحسن ؛ عن أنس ؛ بلفظ: "ألا أخبركم بأجود الأجودين؟"؛ قالوا: بلى؛ قال: "فإن الله (تعالى) أجود الأجودين؛ وأنا أجود ولد آدم؛ وأجودهم من بعدي رجل علم علما؛ فنشر علمه؛ فيبعث يوم القيامة أمة وحده؛ كما يبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أمة وحده" ؛ أهـ؛ وأورده الجوزي من حديث ابن حبان هذا؛ ثم حكم بوضعه؛ وقال: قال ابن حبان : منكر؛ باطل؛ وأيوب منكر الحديث؛ وكذا نوح ؛ ولم يتعقبه المؤلف سوى بأن أبا يعلى أخرجه؛ ولم يزد على ذلك.




الخدمات العلمية