الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3126 - "بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين؛ أو دنيا؛ إلا من عصمه الله (تعالى)" ؛ (هب)؛ عن أنس ؛ وأبي هريرة .

التالي السابق


(بحسب امرئ من الشر) ؛ أي: يكفيه منه في أخلاقه؛ ومعاشه؛ ومعاده؛ (أن يشار إليه بالأصابع) ؛ أي: يشير الناس بعضهم لبعض بأصابعهم؛ (في دين؛ أو دنيا) ؛ فإن ذلك شر؛ وبلاء؛ ومحنة؛ (إلا من عصمه الله - تعالى) ؛ لأنه إنما يشار إليه في دين لكونه أحدث بدعة عظيمة؛ فيشار إليه بها ؛ وفي دنيا لكونه أحدث منكرا من الكبائر غير متعارف بينهم؛ بخلاف ما تقارب الناس فيه؛ ككثرة صلاة؛ أو صوم؛ فليس محل إشارة؛ ولا تعجب؛ لمشاركة غيره له؛ فأشار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالإشارة بالأصابع إلى أنه عبد هتك الله ستره؛ فهو في الدنيا في عار؛ وغدا في النار؛ ومن ستره الله في هذه الدار؛ لم يفضحه في دار القرار ؛ كما في عدة أخبار؛ قال الغزالي : حب الرياسة والجاه؛ من أمراض القلوب؛ وهو من أضر غوائل النفس؛ وبواطن مكائدها؛ يبتلى به العلماء والعباد؛ فيشمرون عن ساق الجد؛ لسلوك طريق الآخرة؛ فإنهم مهما قهروا أنفسهم؛ وفطموها عن الشهوات؛ وحملوها على العبادات؛ عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة؛ وطلبت الاستراحة إلى إظهار العلم؛ والعمل؛ فوجدت مخلصا من مشقة المجاهدة؛ إلى لذة القبول عند الخلق؛ ولم تعتقد [ ص: 197 ] باطلاع الخالق؛ فأحبت مدح الخلق لهم؛ وإكرامهم؛ وتقديمهم في المحافل؛ فأصابت النفس بذلك أعظم اللذات؛ وهو يظن أن حياته بالله؛ وبعبادته؛ وإنما حياته الشهوة الخفية؛ وقد أثبت اسمه عند الله من المنافقين؛ وهو يظن أنه عنده من المقربين؛ فإذن المحمود المحو والخمول؛ إلا من شهره الله لينشر دينه؛ من غير تكلف منه؛ كالأنبياء؛ والخلفاء الراشدين؛ والعلماء المحققين؛ والأولياء العارفين.

(هب؛ عن أنس ) ؛ وفيه يوسف بن يعقوب ؛ فقد قال النيسابوري : قال أبو علي الحافظ : ما رأيت بنيسابور من يكذب غيره؛ وإن كان القاضي باليمن ؛ فمجهول؛ وابن لهيعة ؛ وسبق ضعفه؛ (د؛ عن أبي هريرة ) ؛ رواه عنه من طريقين؛ وضعفه؛ وذلك لأن في أحدهما كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: قال أبو حاتم : تكلموا فيه؛ وعطاء بن مسلم الخراساني ؛ فيهم أيضا؛ وقال: ضعفه بعضهم؛ وفي الطريق الآخر عبد العزيز بن حصين ؛ ضعفه يحيى ؛ والناس؛ ومن ثم جزم الحافظ العراقي بضعف الحديث؛ ورواه الطبراني أيضا باللفظ المزبور؛ عن أبي هريرة ؛ وقال الهيثمي : وفيه عبد العزيز بن حصين ؛ وهو ضعيف؛ أهـ.




الخدمات العلمية