الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2727 - "أنزل القرآن على سبعة أحرف؛ لكل حرف منها ظهر؛ وبطن؛ ولكل حرف حد؛ ولكل حد مطلع"؛ (طب)؛ عن ابن مسعود ؛ (ح) .

التالي السابق


(أنزل القرآن على سبعة أحرف) ؛ حرف الشيء: طرفه؛ وحروف التهجي سميت به لأنها أطراف الكلمة؛ (لكل حرف) ؛ في رواية: "لكل آية"؛ (منها ظهر؛ وبطن) ؛ فظهره ما ظهر تأويله؛ وعرف معناه؛ وبطنه ما خفي تفسيره؛ وأشكل فحواه؛ أو الظهر: اللفظ؛ والبطن: المعنى؛ أو الظهر: التلاوة والرواية؛ والبطن: الفهم والدراية؛ قال الطيبي : "على"؛ في قوله: "على سبعة أحرف"؛ ليس بصلة؛ بل حال؛ وقوله: "لكل آية منها ظهر"؛ جملة اسمية؛ صفة لـ "سبعة"؛ والراجع في "منها"؛ للموصوف؛ وكذا قوله: (ولكل حرف حد) ؛ أي: منتهى؛ فيما أراد الله من معناه؛ (ولكل حد) ؛ من الظهر؛ والبطن؛ (مطلع) ؛ بشد الطاء؛ وفتح اللام: موضع الاطلاع؛ أي: مصعد؛ وموضع يطلع عليه بالترقي إليه؛ فمطلع الظاهر التمرن في فنون العربية؛ وتتبع [ ص: 55 ] أسباب النزول؛ والناسخ والمنسوخ؛ وغير ذلك؛ ومطلع الباطن: تصفية النفس؛ والرياضة؛ والعمل بمقتضاه؛ وقيل: المنع؛ ومعناه أن لكل حد من حدود الله - وهي ما منع عباده من تعديه - موضع اطلاع من القرآن ؛ فمن وفق لارتقاء ذلك المرتقى؛ اطلع على الحد الذي يتعلق بذلك المطلع.

(تنبيه) :

قال ابن عربي : اغطس في بحر القرآن؛ إن كنت واسع النفس؛ وإلا فاقتصر على مطالعة كتب التفسير لظاهره؛ ولا تغطس؛ فتهلك؛ فإن بحره عميق؛ ولولا قصد الغاطس للمواضع القريبة من الساحل؛ ما خرج لكم أبدا؛ فالأنبياء والورثة هم الذين يقصدون هذه المواضع؛ رحمة بالعالم؛ وأما الواقفون الذين وصلوا ومسكوا؛ ولم يردوا؛ ولم ينتفع بهم أحد؛ ولا انتفعوا بأحد؛ بل قصدهم بشج البحر؛ فغطسوا؛ فهم إلى الأبد لا يخرجون.

(طب؛ عن ابن مسعود ) ؛ ورواه البغوي في شرح السنة؛ عن الحسن ؛ وابن مسعود ؛ مرفوعا.




الخدمات العلمية