الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2747 - "أنفقي؛ ولا تحصي؛ فيحصي الله عليك؛ ولا توعي؛ فيوعي الله عليك" ؛ (حم ق)؛ عن أسماء بنت أبي بكر ؛ (صح) .

التالي السابق


(أنفقي) ؛ أي: تصدقي يا أسماء بنت أبي بكر الصديق ؛ (ولا تحصي) ؛ لا تبقي شيئا للادخار؛ أو لا تعدي ما أنفقته؛ فتستكثريه؛ فيكون سببا لانقطاع إنفاقك؛ (فيحصي الله عليك) ؛ أي: يقلل رزقك؛ بقطع البركة؛ أو بحبس مادته؛ أو بالمحاسبة عليه في الآخرة؛ وهو بالنصب؛ جواب النهي؛ و"الإحصاء"؛ مجاز عن التضييق؛ لأن العد ملزومه؛ أو من الحصر؛ الذي هو المنع؛ (ولا توعي) ؛ بعين مهملة؛ أي: لا تحفظي فضل مالك في الوعاء؛ وهو الظرف؛ أو لا تجمعي شيئا في الوعاء وتدخريه ؛ بخلا به؛ (فيوعي الله عليك) ؛ أي: يمنع عنك مزيد نعمته؛ عبر عن منع الله بالإيعاء؛ ليشاكل قوله: "لا توعي"؛ فإسناد الإيعاء إليه (تعالى) للمشاكلة؛ و"الإحصاء": معرفة قدر الشيء؛ وزنا؛ أو عدا؛ أو كيلا؛ وكثيرا ما يراد بالإنفاق - في كلام الشارع - الأعم من الزكاة والصدقة؛ فيشمل جميع وجوه الإنفاق؛ من المعارف والحظوظ التي تكسب المعالي؛ وتنجي من المهالك.

(حم ق) ؛ في الزكاة؛ (عن أسماء بنت أبي بكر ) ؛ قالت: قلت: يا رسول الله؛ ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير - أي: زوجها - أفأتصدق؟ فذكره.




الخدمات العلمية