الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3364 - "تمعددوا؛ واخشوشنوا؛ وانتضلوا؛ وامشوا حفاة" ؛ (طب)؛ عن ابن أبي حدرد .

التالي السابق


(تمعددوا) ؛ أي: تشبهوا بمعد بن عدنان في تقشفهم؛ وخشونة عيشهم؛ وكانوا أهل تقشف؛ وفي رواية ذكرها ابن الأثير : "تمعززوا"؛ أي: تشددوا في الدين؛ وتصلبوا؛ من "العز"؛ والقوة؛ والشدة؛ والميم زائدة؛ كـ "تمسكنوا"؛ من "السكون"؛ (واخشوشنوا) ؛ أمر من "الخشونة"؛ أي: البسوا الخشن؛ لا الحسن؛ واطرحوا ذي العجمة؛ وتنعمهم؛ وإيثارهم لين العيش؛ وفي رواية ذكرها ابن الأثير : "واخشوشبوا"؛ بالباء الموحدة؛ (وانتضلوا؛ وامشوا حفاة) ؛ قال الرامهرمزي : يعني: اقتدوا بمعد بن عدنان في لبس الخشن؛ والمشي حفاة؛ فهو حث على التواضع ؛ ونهي عن إفراط الترفه؛ قال بعضهم: وقد أجمع العلماء والحكماء على أن النعيم لا يدرك إلا بترك التنعم؛ قال الغزالي - رحمه الله -: التزين بالمباح غير حرام؛ لكن الخوض فيه يوجب الأنس به؛ حتى يشق تركه؛ واستدامة الزينة لا تمكن إلا بمباشرة أسباب في الغالب يلزم من مراعاتها ارتكاب المعاصي؛ من المداهنة؛ ومراعاة الخلق؛ فالحزم اجتناب ذلك؛ نعم؛ يحرم على غني لبس ثوب خشن؛ ليعطى؛ لأن كل من أعطي شيئا لصفة ظنت فيه؛ وخلا عنها باطنا؛ حرم عليه قبوله؛ ولم يملكه؛ وروى الطبراني في الأوسط؛ عن ابن عباس ؛ عن أبي بكر ؛ مرفوعا: "من مشى حافيا في طاعة الله؛ لا يسأله الله - عز وجل - يوم القيامة عما افترض عليه" ؛ قال الطبراني : تفرد به محمد ؛ وشيخه؛ لم أرض ذكرهما؛ قال بعضهم: ورد الحفاء من قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفعله؛ وأخذ منه ندب الحفاء في بعض الأحوال؛ بقصد التواضع؛ حيث أمن مؤذيا؛ وتنجيسا؛ ويؤيده ندبه لدخول مكة بهذه الشروط؛ قالوا: ومتى قصد بلباس أو نحوه نحو تكبر؛ كان فاسقا.

(طب) ؛ عن أبي حدرد ؛ وكذا أبو الشيخ ؛ وابن شاهين ؛ وأبو نعيم ؛ كلهم من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ؛ عن أبي سعيد المقبري ؛ وهو ضعيف؛ وقال الحافظ العراقي : ورواه أيضا البغوي ؛ وفيه اختلاف؛ ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة ؛ والكل ضعيف.




الخدمات العلمية