الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3838 - "الحمى من فيح جهنم؛ فأبردوها بالماء" ؛ (حم خ)؛ عن ابن عباس ؛ (حم ق ن هـ)؛ عن ابن عمر ؛ (ق ن هـ)؛ عن عائشة ؛ (حم ق ت ن هـ)؛ عن رافع بن خديج ؛ (ق ت هـ)؛ عن أسماء بنت أبي بكر ؛ (صح) .

التالي السابق


( الحمى من فيح ) ؛ وفي رواية: "من فوح..."؛ وفي أخرى: "من فور..."؛ (جهنم ) ؛ أي: من شدة حرها؛ يعني: من شدة حر الطبيعة؛ وهو يشبه نار جهنم في كونها معذبة؛ ومذيبة الجسد؛ والمراد أنها أنموذج؛ ودقيقة اشتقت من جهنم ؛ يستدل بها العباد عليها؛ ويعتبروا بها؛ كما أظهر الفرح واللذة ليدل على نعيم الجنة؛ (فأبردوها) ؛ بصيغة الجمع؛ مع وصل الهمزة؛ على الأصح في الرواية؛ وروي قطعها مفتوحة؛ مع كسر الراء؛ حكاه عياض ؛ لكن قال الجوهري : هي لغة رديئة؛ وقال أبو البقاء : الصواب وصل الهمزة؛ وضم الراء؛ والماضي "برد"؛ وهو متعد؛ يقال: "برد الماء حرارة جوفي"؛ وقال القرطبي : صوابه بوصل الألف؛ وأخطأ من زعم قطعها؛ (بالماء) ؛ أي: أسكنوا حرارتها بالماء البارد؛ بأن تغسلوا أطراف المحموم منه؛ وتسقوه إياه؛ ليقع به التبرد؛ لأن الماء البارد رطب؛ ينساغ بسهولة؛ فيصل بلطافته إلى أماكن العلة؛ فيدفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطبيعة؛ فلا تشتغل بذلك عن مقاومة العلة؛ كما بينه بعض الأطباء؛ والمنكر عندهم إنما هو استحمامه بالماء البارد؛ ولا دلالة في الحديث عليه؛ وبذلك يعرف أنه لا حاجة إلى ما تكلفه البعض من جعل اللام في "الحمى"؛ للجنس؛ وإعادة ضمير "أبردوها"؛ على الحمى المغبة؛ المندرجة تحت الجنس؛ وبهذا التقرير عرف أن تشكيك بعض الضالين هنا بأن غسل المحموم مهلك؛ وأن بعضهم فعله فهلك؛ أو كاد؛ لجمعه المسام؛ وخنقه البخار؛ وعكسه الحرارة لداخل البدن؛ جهل نشأ عن عدم فهم كلام النبوة.

(حم خ؛ عن ابن عباس ؛ حم ق ن هـ؛ عن ابن عمر بن الخطاب ؛ ق ت هـ؛ عن عائشة ؛ حم ق ت ن هـ؛ عن رافع بن خديج ؛ ق ت هـ؛ عن أسماء بنت أبي بكر ) ؛ الصديق .




الخدمات العلمية