الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4081 - "خير ما تداويتم به الحجامة؛ والقسط البحري؛ ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة" ؛ (حم ن)؛ عن أنس ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير ما تداويتم به الحجامة) ؛ سيما في البلاد الحارة؛ (والقسط البحري ) ؛ وهو الأبيض؛ فإنه يقطع البلغم؛ وينفع الكبد؛ والمعدة؛ وحمى الربع؛ والورد؛ والسموم؛ وغيرها؛ وفي رواية - بدل "البحري"-: "الهندي"؛ وهو الأسود؛ وهو يقرب منه؛ لكن أيبس؛ ولا تعارض؛ لأنه وصف لكل ما يلائمه؛ فحيث وصف الهندي كان الاحتياج في المعالجة إلى دواء شديد الحرارة؛ وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة؛ لأن الهندي أشد حرارة؛ وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول؛ ويقتل دود الأمعاء؛ ويدفع السم؛ وحمى الربع؛ والورد؛ ويسخن المعدة؛ ويحرك الباءة؛ ويذهب الكلف؛ (ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة) ؛ بضم المهملة؛ وسكون المعجمة: وجع في الحلق يعتري الصبيان غالبا؛ وقيل: قرحة تخرج بين الأذن والحلق؛ سميت به لأنها تخرج عند طلوع العذراء - كوكب تحت الشعرى -؛ وطلوعها يكون في الحر؛ والمعنى: عالجوا العذرة بالقسط؛ ولا تعذبوهم بالغمز؛ وذلك أن مادة العذرة دم يغلب عليه بلغم؛ وفي القسط تخفيف للرطوبة؛ والأدوية الحارة قد تنفع في الأمراض الحارة بالعرض.

(حم ن؛ عن أنس ) ؛ ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه؛ وهو كذلك؛ من حيث اللفظ؛ أما هو في المعنى ففي الصحيحين معا.




الخدمات العلمية