الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4102 - "خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي؛ ما أكرم النساء إلا كريم؛ ولا أهانهن إلا لئيم" ؛ ابن عساكر ؛ عن علي ؛ (صح) .

التالي السابق


(خيركم) ؛ يعني: من خياركم؛ وأفاضلكم؛ من كان معظم بره لأهله ؛ كما يقال: "فلان أعقل الناس"؛ أي: من أعقلهم؛ فلا يصير بذلك خير الناس مطلقا؛ و"الأهل"؛ قد يخص الزوجة؛ وأولادها؛ وقد يطلق على جملة الأقارب؛ فهم أولى من الأجانب؛ (خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي) ؛ أي: برا ونفعا لهم؛ دينا؛ ودنيا؛ أي: فتابعوني؛ ما آمركم بشيء إلا وأنا أفعله؛ (ما أكرم النساء إلا كريم؛ وما) ؛ وفي نسخة: "ولا"؛ (أهانهن إلا لئيم) ؛ ومن ثم كان يعتني بهن؛ ويهتم بتفقد أحوالهن؛ فكان إذا صلى العصر دار على نسائه؛ فدنا منهن؛ واستقرأ أحوالهن؛ فإذا جاء الليل انقلب إلى صاحبة النوبة؛ وكان إذا شربت عائشة من الإناء أخذه فوضع فمه على موضع فمها؛ وشرب؛ وإذا تعرقت عرقا؛ وهو العظم الذي عليه اللحم؛ أخذه فوضع فمه على موضع فمها؛ رواه مسلم ؛ ولما أراد أن يحمل صفية بنت حيي على بعير؛ نصب لها فخذه؛ لتضع رجلها عليه؛ فلوت ساقها عليه ؛ وفي تذكرة ابن عراق ؛ عن الإمام مالك ؛ يجب على الرجل أن يتحبب إلى أهل داره؛ حتى يكون أحب الناس إليهم؛ وذكر نحوه يوسف الصدفي المالكي .

( ابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن علي ) ؛ أمير المؤمنين .




الخدمات العلمية