الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4207 - "دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم؛ ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب" ؛ (طب)؛ عن ابن عباس .

التالي السابق


(دعوتان ليس بينهما وبين الله - تعالى - حجاب) ؛ بالمعنى المار؛ (دعوة المظلوم) ؛ حتى ينتصر؛ بقول أو فعل؛ (ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب) ؛ قال النووي : معناه كالذي قبله أن دعوة المسلم في غيبة المدعو له؛ وفي السر ؛ مستجابة؛ لأنها أبلغ في الإخلاص؛ كما تقرر.

(تنبيه) :

قال العلائي : والمراد: بالحجاب: نفي المانع والرد؛ فاستعار الحجاب للرد؛ فكان نفيه دليلا على ثبوت الإجابة؛ والتعبير بنفي الحجاب أبلغ من التعبير بالقبول؛ لأن الحجاب من شأنه المنع من الوصول إلى المقصود؛ فاستعير نفيه لعدم المنع؛ ويخرج كثير من أحاديث الصفات على الاستعارة التخييلية؛ وهي أن يشترك شيئان في وصف؛ ثم يعتمد لوازم أحدهما؛ حيث يكون جهة الاشتراك وصفا؛ فيثبت ذلك للمستعار مبالغة في إثبات المشترك؛ وقد ذكر الحجاب في عدة أحاديث صحيحة؛ والله - سبحانه - منزه عما يحجبه؛ إذ الحجاب إنما يحيط بمقدار محسوس؛ لكن المراد بحجابه منع أبصار خلقه؛ أو بصائرهم؛ بما شاء؛ وكيف شاء؛ وإذا شاء كشف ذلك عنهم.

(طب؛ عن ابن عباس ) ؛ رمز المصنف لصحته؛ وليس كما ظن؛ فقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ؛ وهو ضعيف؛ وجزم المنذري بضعفه؛ ثم قال: لكن له شواهد.




الخدمات العلمية