الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ولو قال أعزم بالله ولا نية له لم يكن يمينا : لأن معناها أعزم بقدرة الله أو بعون الله على كذا وإن أراد يمينا فهي يمين " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال : لأن قوله : أعزم بالله يحتمل الاستعانة بقوله ، ومعونته على مقاصده تسليما لأمره ، وهو الأظهر ، وإن احتمل أن يريد عزما على اليمين بإضمار القسم ، ولترددها بين احتمالين ، أظهرهما أن تكون غير يمين ، وأضعفهما أن تكون يمينا ، لم يجعلها يمينا إذا نوى غير اليمين ، ولا إذا أطلقها ؛ لأنه لم يقترن بإطلاقها عرف الشرع ولا عرف الاستعمال ، وجعلناها يمينا إذا نواها لما يحتملها من حكم اليمين فتصير يمينا في حالة واحدة وغير يمين في حالتين وجها واحدا ، بخلاف الشهادة حيث احتملت في الإطلاق ، ولما اقترن بها من عرف الشرع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية