الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والقسم الخامس من أسمائه ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، وجاز أن يعدل به إلى غيره في الباطن وجها واحدا :

                                                                                                                                            أحدهما : المهيمن .

                                                                                                                                            والثاني : القيوم .

                                                                                                                                            فأما المهيمن فهو من أسمائه في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

                                                                                                                                            أحدها : أنه الشاهد ، قاله قتادة .

                                                                                                                                            والثاني : أنه الأمين ، قاله الضحاك .

                                                                                                                                            والثالث : أنه المصدق ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

                                                                                                                                            والرابع : أنه الحافظ .

                                                                                                                                            فإذا حلف بالمهيمن كان حالفا بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره من الباطن جاز ، ولم يكن حالفا .

                                                                                                                                            روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : إني داع فهيمنوا ، أي : قولوا آمين حفظا للدعاء ، فسمي القائل آمين مهيمنا ، وقد قال الشاعر في أبى بكر رضي الله عنه :


                                                                                                                                            ألا إن خير الناس بعد نبيه مهيمنه التاليه في العرف والنكر

                                                                                                                                            يعني الحافظ للناس بعده .

                                                                                                                                            [ ص: 260 ] وأما القيوم : فمن أسمائه ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

                                                                                                                                            أحدها : أنه القائم بتدبير خلقه .

                                                                                                                                            والثاني : أنه القائم بالوجود .

                                                                                                                                            والثالث : أنه القائم بالأمور .

                                                                                                                                            والرابع : أنه اسم مشتق من الاستقامة .

                                                                                                                                            فإذا حلف بالقيوم كان حالفا بالله في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره في الباطن جاز ، ولم يكن حالفا ؛ لأن معانيه يجوز أن تكون مستعملة في غيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية