الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا بطل نذر المعصية ، فمذهب الشافعي ، أنه لا شيء على الناذر فيه .

                                                                                                                                            قال الربيع : فيه قول آخر عليه أن يكفر عن نذر المعصية كفارة يمين ، لأن الزهري روى عن أبي سلمة عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نذر في معصية الله وكفارته كفارة يمين ، وهذا التخريج من الربيع ليس بقول للشافعي ، وإنما قاله تخريجا عن نفسه ، لأن غيره لم يحكه عنه ، ولا وجد في شيء من كتبه ، ولا تقتضيه أصول مذهبه ، وكان الربيع إذا ألزم شيئا قال : وفيه قول آخر لقصوره عن الانفصال عنه ، وإنما يؤخذ بروايته دون تخريجه ، وتأويل الحديث على مذهب الشافعي أن يحمل على نذر الأيمان التي يخير فيها بين الوفاء والتكفير ، ولا يحمل على نذر الجزاء والتبرر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية