الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جلج ]

                                                          جلج : الجلج : القلق والاضطراب . والجلج : رءوس الناس ، واحدها جلجة - بالتحريك - ، وهي الجمجمة والرأس . وفي الحديث : أنه قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما أنزلت : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ; هذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقينا نحن في جلج ، لا ندري ما يصنع بنا ; قال أبو حاتم : سألت الأصمعي عنه فلم يعرفه . قال الأزهري روى أبو العباس عن ابن الأعرابي وعن عمرو عن أبيه : الجلج رءوس الناس ، واحدها جلجة . قال الأزهري : فالمعنى إنا بقينا في عدد رءوس كثيرة من المسلمين ; وقال ابن قتيبة : معناه وبقينا نحن في عدد من أمثالنا من المسلمين لا ندري ما يصنع بنا . وقيل : الجلج في لغة أهل اليمامة حباب الماء ، كأنه يريد تركنا في أمر ضيق كضيق الحباب . وفي حديث أسلم : أن المغيرة بن شعبة تكنى بأبي عيسى ; فقال له عمر : أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله ؟ فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني بأبي عيسى ، فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وإنا بعد في جلجنا فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك . وكتب عمر - رضي الله عنه - إلى عامله على مصر : أن خذ من كل جلجة من القبط كذا وكذا . وقال بعضهم : الجلج جماجم الناس ، أراد من كل رأس . ويقال : على كل جلجة كذا والجمع جلج .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية