الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جشر ]

                                                          جشر : الجشر : بقل الربيع . وجشروا الخيل وجشروها : أرسلوها في الجشر . والجشر : أن يخرجوا بخيلهم فيرعوها أمام بيوتهم . وأصبحوا جشرا وجشرا إذا كانوا يبيتون مكانهم لا يرجعون إلى أهليهم . والجشار : صاحب الجشر . وفي حديث عثمان - رضي الله عنه - أنه قال : لا يغرنكم جشركم من صلاتكم ، فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا أو يحضره عدو . قال أبو عبيد : الجشر القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم ولا يأوون إلى البيوت ، وربما رأوه سفرا فقصروا الصلاة ، فنهاهم عن ذلك ; لأن المقام في المرعى وإن طال فليس بسفر . وفي حديث ابن مسعود : يا معشر الجشار ، لا تغتروا بصلاتكم ، الجشار جمع جاشر . وفي الحديث : ومنا من هو في جشرة . وفي حديث أبي الدرداء : من ترك القرآن شهرين فلم يقرأه فقد جشره أي : تباعد عنه . يقال : جشر عن أهله أي : غاب عنهم . الأصمعي : بنو فلان جشر إذا كانوا يبيتون مكانهم ، لا يأوون بيوتهم ، وكذلك مال جشر لا يأوي إلى أهله . ومال جشر : يرعى في مكانه لا يئوب إلى أهله . وإبل جشر : تذهب حيث شاءت ، وكذلك الحمر ; قال :


                                                          وآخرون كالحمير الجشر

                                                          وقوم جشر وجشر : عزاب في إبلهم . وجشرنا دوابنا . أخرجناها إلى المرعى نجشرها جشرا - بالإسكان - ولا نروح . وخيل مجشرة بالحمى أي : مرعية . ابن الأعرابي : المجشر الذي لا يرعى قرب الماء ; المنذري : الذي يرعى قرب الماء ; أنشد ابن الأعرابي لابن أحمر في الجشر :


                                                          إنك لو رأيتني والقسرا     مجشرين قد رعينا شهرا
                                                          لم تر في الناس رعاء جشرا     أتم منا قصبا وسيرا

                                                          قال الأزهري : أنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه . قال الأصمعي : يقال : أصبح بنو فلان جشرا إذا كانوا يبيتون في مكانهم في الإبل ولا يرجعون إلى بيوتهم ; قال الأخطل :


                                                          تسأله الصبر من غسان إذ حضروا     والحزن كيف قراه الغلمة الجشر

                                                          الصبر والحزن : قبيلتان من غسان . قال ابن بري : صواب إنشاده : كيف قراك بالكاف ; لأنه يصف قتل عمير بن الحباب وكون الصبر والحزن ، وهما بطنان من غسان ، يقولون له بعد موته وقد طافوا برأسه : كيف قراك الغلمة الجشر ؟ وكان يقول لهم : إنما أنتم جشر لا أبالي بكم ، ولهذا يقول فيها مخاطبا لعبد الملك بن مروان :


                                                          يعرفونك رأس ابن الحباب وقد     أضحى وللسيف في خيشومه أثر
                                                          لا يسمع الصوت مستكا مسامعه     وليس ينطق حتى ينطق الحجر

                                                          وهذه القصيدة من غرر قصائد الأخطل يخاطب فيها عبد الملك بن مروان يقول فيها :


                                                          نفسي فداء أمير المؤمنين إذا     أبدى النواجذ يوم باسل ذكر
                                                          الخائض الغمر والميمون طائره      [ ص: 150 ] خليفة الله يستسقى به المطر
                                                          في نبعة من قريش يعصبون بها     ما إن يوازى بأعلى نبتها الشجر
                                                          حشد على الحق عيافو الخنا أنف     إذا ألمت بهم مكروهة صبروا
                                                          شمس العداوة حتى يستقاد لهم     وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا

                                                          منها :


                                                          إن الضغينة تلقاها وإن قدمت     كالعر يكمن حينا ثم ينتشر

                                                          والجشر والجشر : حجارة تنبت في البحر . قال ابن دريد : لا أحسبها معربة . شمر : يقال مكان جشر أي : كثير الجشر - بتحريك الشين - . وقال الرياشي : الجشر حجارة في البحر خشنة . أبو نصر : جشر الساحل يجشر جشرا . الليث : الجشر ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأصداف ، يلزق بعضها ببعض فتصير حجرا تنحت منه الأرحية بالبصرة لا تصلح للطحن ، ولكنها تسوى لرءوس البلاليع . والجشر : وسخ الوطب من اللبن ; يقال : وطب جشر أي : وسخ . والجشرة : القشرة السفلى التي على حبة الحنطة . والجشر والجشرة : خشونة في الصدر وغلظ في الصوت وسعال ; وفي التهذيب : بحح في الصوت . يقال : به جشرة وقد جشر . وقال اللحياني : جشر جشرة ; قال ابن سيده : وهذا نادر ، قال : وعندي أن مصدر هذا إنما هو الجشر ، ورجل مجشور . وبعير أجشر وناقة جشراء : بهما جشرة : الأصمعي . بعير مجشور به سعال جاف . غيره : جشر ، فهو مجشور ، وجشر يجشر جشرا ، وهي الجشرة ، وقد جشر يجشر على ما لم يسم فاعله ; وقال حجر :


                                                          رب هم جشمته في هواكم     وبعير منفه مجشور

                                                          ورجل مجشور : به سعال ; وأنشد :


                                                          وساعل كسعل المجشور

                                                          والجشة والجشش : انتشار الصوت في بحة . ابن الأعرابي : الجشرة الزكام . وجشر الساحل - بالكسر - يجشر جشرا إذا خشن طينه ويبس كالحجر . والجشير : الجوالق الضخم ، والجمع أجشرة وجشر ; قال الراجز :


                                                          يعجل إضجاع الجشير القاعد

                                                          والجفير والجشير : الوفضة ، وهي الكنانة . ابن سيده : والجشير الوفضة وهي الجعبة من جلود تكون مشقوقة في جنبها ، يفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأتكل الريش . وجنب جاشر : منتفخ . وتجشر بطنه : انتفخ ; أنشد ثعلب :


                                                          فقام وثاب نبيل محزمه     لم يتجشر من طعام يبشمه

                                                          وجشر الصبح يجشر جشورا : طلع وانفلق . والجاشرية : الشرب مع الصبح ويوصف به فيقال : شربة جاشرية ; قال :


                                                          وندمان يزيد الكأس طيبا     سقيت الجاشرية أو سقاني

                                                          ويقال : اصطبحت الجاشرية ، ولا يتصرف له فعل ; وقال الفرزدق :


                                                          إذا ما شربنا الجاشرية لم نبل     أميرا وإن كان الأمير من الأزد

                                                          والجاشرية : قبيلة في ربيعة . قال الجوهري : وأما الجاشرية التي في شعر الأعشى فهي قبيلة من قبائل العرب .

                                                          [

                                                          قد كان في أهل كهف إن هم قعدوا     والجاشرية من يسعى وينتضل

                                                          ]

                                                          وفي حديث الحجاج : أنه كتب إلى عامله : أن ابعث إلي بالجشير اللؤلئي ; الجشير : الجراب ; قال ابن الأثير : قاله الزمخشري .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية