الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جرمز ]

                                                          جرمز : جرمز واجرمز : انقبض واجتمع بعضه إلى بعض . والمجرنمز : المجتمع . قال الأزهري : وإذا أدغمت النون في الميم قلت مجرمز . وجرمز الشيء واجرنمز أي : اجتمع إلى ناحية . والجرمزة : الانقباض عن الشيء . قال : ويقال ضم فلان إليه جراميزه إذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى . وجراميز الوحشي : قوائمه وجسده ; قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف حمارا :


                                                          وأسحم حام جراميزه حزابية حيدى بالدحال

                                                          وإذا قلت للثور : ضم جراميزه ، فهي قوائمه ، والفعل منه اجرمز إذا انقبض في الكناس ; وأنشد :


                                                          مجرمز كضجعة المأسور

                                                          ورماه بجراميزه أي : بنفسه . أبو زيد : رمى فلان الأرض بجراميزه وأرواقه إذا رمى بنفسه . وجراميز الرجل أيضا : جسده وأعضاؤه . ويقال : جمع جراميزه إذا تقبض ليثب . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه كان يجمع جراميزه ، ويثب على الفرس ، قيل : هي اليدان والرجلان ، وقيل : هي جملة البدن . وتجرمز إذا اجتمع . ومنه حديث المغيرة - رضي الله عنه - لما بعث إلى ذي الحاجبين قال : قلت في نفسي : [ ص: 132 ] لو جمعت جراميزك ووثبت فقعدت مع العلج . وفي حديث عيسى بن عمر : أقبلت مجرمزا حتى اقعنبيت بين يدي الحسن أي : تجمعت وانقبضت ; والاقعنباء : الجلوس . وأخذ الشيء بجراميزه وحذافيره أي : بجميعه . ويقال : جمع فلان لفلان جراميزه إذا استعد له وعزم على قصده . وتجرمز إذا ذهب . وتجرمز الليل : ذهب ; قال الراجز :


                                                          لما رأيت الليل قد تجرمزا     ولم أجد عما أمامي مأرزا

                                                          وجرمز الرجل : نكص ، وقيل أخطأ . وفي حديث الشعبي وقد بلغه عن عكرمة فتيا في طلاق فقال : جرمز مولى ابن عباس أي : نكص عن الجواب وفر منه وانقبض عنه . وتجرمز واجرمز : ذهب . وتجرمز عليهم : سقط . أبو داود عن النضر قال : قال المنتجع يعجبهم كل عام مجرمز الأول أي : ليس في أوله مطر . والجرموز : حوض ، قيل : هو الحوض الصغير ; قال أبو محمد الفقعسي :


                                                          كأنها والعهد مذ أقياظ     أس جراميز على وجاذ

                                                          قال : والضمير في كأنها يعود على أثافي ذكرها قبل البيت ، وهي حجارة القدر شبهها بأس أحواض على وجاذ ، وهي جمع وجذ لنقرة في الجبل تمسك الماء . وقوله : والعهد مذ أقياظ أي : في وقت القيظ فليس في الوجاذ ولا الأحواض ماء ; وقال ذو الرمة :


                                                          ونشت جراميز اللوى والمصانع

                                                          الليث : الجرموز ، حوض متخذ في قاع أو روضة مرتفع الأعضاد فيسيل منه الماء ثم يفرغ بعد ذلك ، وقيل : الجرموز البيت الصغير . وبنو جرموز : بطن . وابن جرموز : قاتل الزبير - رحمه الله - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية