الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جند ]

                                                          جند : الجند : معروف . والجند الأعوان والأنصار .

                                                          [ ص: 214 ] والجند : العسكر ، والجمع : أجناد . وقوله تعالى : إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ، الجنود التي جاءتهم : هم الأحزاب ، وكانوا قريشا وغطفان وبني قريظة ، تحزبوا وتظاهروا على حرب النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل الله عليهم ريحا كفأت قدورهم ، وقلعت فساطيطهم ، وأظعنتهم من مكانهم ، والجنود التي لم يروها الملائكة . وجند مجند : مجموع ; وكل صنف على صفة من الخلق جند على حدة ، والجمع كالجمع ، وفلان جند الجنود . وفي الحديث : الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ; والمجندة : المجموعة ، وهذا كما يقال ألف مؤلفة ، وقناطير مقنطرة ؛ أي : مضعفة ، ومعناه الإخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدمها الأجساد ؛ أي : أنها خلقت أول خلقها على قسمين من ائتلاف واختلاف ، كالجنود المجموعة إذا تقابلت وتواجهت ، ومعنى تقابل الأرواح ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة والأخلاق في مبدأ الخلق ، يقول : إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه ، ولهذا ترى الخير يحب الخير ، ويميل إلى الأخيار ، والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم . ويقال : هذا جند قد أقبل ، وهؤلاء جنود قد أقبلوا ; قال الله تعالى : جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ، فوحد النعت ; لأن لفظ الجند . . . وكذلك الجيش والحزب . والجند : المدينة ، وجمعها أجناد ، وخص أبو عبيدة به مدن الشام ، وأجناد الشام خمس كور ; ابن سيده : يقال الشام خمسة أجناد : دمشق ، وحمص ، وقنسرين ، والأردن ، وفلسطين ، يقال لكل مدينة منها جند ; قال الفرزدق :


                                                          فقلت ما هو إلا الشام نركبه كأنما الموت في أجناده البغر

                                                          البغر : العطش يصيب الإبل فلا تروى وهي تموت عنه . وفي حديث عمر : أنه خرج إلى الشام فلقيه أمراء الأجناد ، وهي هذه الخمسة أماكن ، كل واحد منها يسمى جندا ؛ أي : المقيمين بها من المسلمين المقاتلين . وفي حديث سالم : سترنا البيت بجنادي أخضر ، فدخل أبو أيوب فلما رآه خرج إنكارا له ; قيل : هو جنس من الأنماط أو الثياب يستر بها الجدران . والجند : الأرض الغليظة ، وقيل : هي حجارة تشبه الطين . والجند : موضع باليمن ، وهي أجود كورها ; وفي الصحاح : وجند - بالتحريك - : بلد باليمن . وفي الحديث ذكر الجند - بفتح الجيم والنون - أحد مخاليف اليمن ، وقيل : هي مدينة معروفة بها . وجنيد وجناد وجنادة : أسماء . وجنادة أيضا : حي . وجنديسابور : موضع ، ولفظه في الرفع والنصب سواء لعجمته . وأجنادان وأجنادين : موضع النون معربة بالرفع ; قال ابن سيده : وأرى البناء قد حكي فيها . ويوم أجنادين : يوم معروف كان بالشام أيام عمر ، وهو موضع مشهور من نواحي دمشق ، وكانت الوقعة العظيمة بين المسلمين والروم فيه . وفي الحديث : كان ذلك يوم أجنادين ، وهو - بفتح الهمزة وسكون الجيم وبالياء تحتها نقطتان - جبل بمكة ، وأكثر الناس يقولونه بالنون وفتح الدال المهملة وقد تكسر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية