الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جرز ]

                                                          جرز : جرز يجرز جرزا : أكل أكلا وحيا . والجروز : الأكول ، وقيل : السريع الأكل ، وإن كان فسا . . . . وكذلك هو من الإبل ، والأنثى جروز أيضا . وقد جرز جرازة . ويقال : امرأة جروز إذا كانت أكولا . الأصمعي : ناقة جروز إذا كانت أكولا تأكل كل شيء . وإنسان جروز إذا كان أكولا . والجروز : الذي إذا أكل لم يترك على المائدة شيئا ، وكذلك المرأة . ويقال للناقة : إنها لجراز الشجر تأكله وتكسره . وأرض مجروزة وجرز وجرز وجزر : لا تنبت كأنها تأكل النبت أكلا ، وقيل : هي التي قد أكل نباتها ، وقيل : هي الأرض التي لم يصبها مطر ؛ قال :


                                                          تسر أن تلقى البلاد فلا مجروزة نفاسة وعلا



                                                          والجمع أجراز . وربما قالوا : أرض أجراز . وجرزت جرزا وأجرزت : صارت جرزا . قال الله تعالى : أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ؛ قال الفراء : الجرز أن تكون الأرض لا نبات فيها ؛ يقال : قد جرزت الأرض ، فهي مجروزة : جرزها الجراد والشاء والإبل ونحو ذلك ؛ ويقال : أرض جرز وأرضون أجراز . وفي الحديث : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا هو يسير إذ أتى على أرض جرز مجدبة مثل الأيم التي لا نبات بها . وفي حديث الحجاج : وذكر الأرض ثم قال : لتوجدن جرزا لا يبقى عليها من الحيوان أحد . وسنة جرز إذا كانت جدبة . والجرز : السنة المجدبة ؛ قال الراجز :


                                                          قد جرفتهن السنون الأجراز



                                                          وقال أبو إسحاق : يجوز الجرز والجرز كل ذلك قد حكي . قال : وجاء في تفسير الأرض الجرز أنها أرض اليمن ، فمن قال الجرز فهو تخفيف الجرز ، ومن قال الجرز والجرز فهما لغتان ، ويجوز أن يكون جرز مصدرا وصف به كأنها أرض ذات جرز أي : ذات أكل للنبات . وأجرز القوم : وقعوا في أرض جرز . الجوهري : أرض جرز لا نبات بها ، كأنه انقطع عنها أو انقطع عنها المطر ، وفيها أربع لغات : جرز وجرز ، مثل عسر وعسر ، وجرز وجرز مثل نهر ونهر ، وجمع الجرز جرزة مثل جحر وجحرة ، وجمع الجرز أجراز مثل سبب وأسباب ، تقول منه : أجرز القوم كما تقول أيبسوا ، وأجرز القوم : أمحلوا . وأرض جارزة : يابسة غليظة يكتنفها رمل أو قاع ، والجمع جوارز ، وأكثر ما يستعمل في جزائر البحر . وامرأة جارز : عاقر . والجرزة : الهلاك . ويقال : رماه الله بشرزة وجرزة ، يريد به الهلاك . وأجرزت الناقة فهي مجرز إذا هزلت . والجرز : من السلاح ، والجمع الجرزة والجرز . والجرز : العمود من الحديد - معروف - عربي ، والجمع أجراز وجرزة ، ثلاثة جرزة مثل جحر وجحرة ؛ قال يعقوب : ولا تقل أجرزة ؛ قال الراجز :


                                                          والصقع من خابطة وجرز



                                                          وجرزه يجرزه جرزا : قطعه . وسيف جراز - بالضم - : قاطع ، وكذلك مدية جراز كما قالوا فيهما جميعا هذام . ويقال : سيف جراز إذا كان مستأصلا . والجراز من السيوف : الماضي النافذ . وقولهم : لم ترض شانئة إلا بجرزة أي : أنها من شدة بغضائها لا ترضى للذين تبغضهم إلا بالاستئصال ؛ وقوله :


                                                          كل علنداة جراز للشجر



                                                          إنما عنى به ناقة شبهها بالجراز من السيوف أي : أنها تفعل في الشجر فعل السيوف فيها . والجرز - بالكسر - : لباس النساء من الوبر وجلود الشاء ، ويقال : هو الفرو الغليظ ، والجمع جروز . والجرزة : الحزمة من القت ونحوه . وإنه لذو جرز أي : قوة وخلق شديد يكون للناس والإبل . وقولهم : إنه لذو جرز - بالتحريك - أي : غلظ . وقال الراجز يصف حية :


                                                          إذا طوى أجرازه أثلاثا     فعاد بعد طرقة ثلاثا



                                                          أي عاد ثلاث طرق بعدما كان طرقة واحدة . وجرز الإنسان : صدره ، وقيل وسطه . ابن الأعرابي : الجرز لحم ظهر الجمل ، وجمعه أجراز ؛ وأنشد للعجاج في صفة جمل سمين فضخه الحمل :


                                                          وانهم هاموم السديف الواري     عن جرز منه وجوز عاري



                                                          أراد القتل كالسم الجراز ، والسيف الجراز . والجرز : الجسم ؛ قال رؤبة :


                                                          بعد اعتماد الجرز البطيش



                                                          قال ابن سيده : كذا حكي في تفسيره ، قال : ويجوز أن يكون ما تقدم من القوة والصدر . والجارز من السعال : الشديد . وجرزه يجرزه جرزا : نخسه ؛ ابن سيده : وقول الشماخ يصف حمر الوحش :


                                                          يحشرجها طورا وطورا كأنها     لها بالرغامى والخياشيم جارز



                                                          يجوز أن يكون السعال وأن يكون النخس ، واستشهد الأزهري بهذا البيت على السعال خاصة ، وقال : الرغامى زيادة الكبد ، وأراد بها الرئة ، ومنها يهيج السعال ، وأورد ابن بري هذا البيت أيضا وقال : الضمير في يحشرجها ضمير العير والهاء المفعولة ضمير الأتن ، أي : يصيح بأتنه تارة حشرجة ، والحشرجة : تردد الصوت في الصدر ، وتارة يصيح بهن كأن به جارزا ، وهو السعال . والرغامى : الأنف وما حوله . القتيبي : الجرز الرغيبة التي لا تنشف مطرا كثيرا . ويقال : طوى فلان أجرازه إذا تراخى . وأجراز : جمع الجرز ، والجرز : القتل ؛ قال رؤبة :


                                                          حتى وقمنا كيده بالرجز     والصقع من قاذفة وجرز



                                                          قال : أراد بالجرز القتل . وجرزه بالشتم : رماه به . والتجارز : يكون بالكلام والفعال . والجراز : نبات يظهر مثل القرعة ، بلا ورق يعظم حتى يكون كأنه الناس القعود فإذا عظمت دقت رءوسها ونورت نورا [ ص: 123 ] كنور الدفلى حسنا تبهج منه الجبال ولا ينتفع به في شيء من مرعى ولا مأكل ؛ عن أبي حنيفة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية