الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جثث ]

                                                          جثث : الجث : القطع ، وقيل : قطع الشيء من أصله ؛ وقيل : انتزاع الشجر من أصوله ؛ والاجتثاث أوحى منه ؛ يقال : جثثته ، واجتثثته ، فانجث . ابن سيده : جثه يجثه جثا ، واجتثه فانجث ، واجتث . وشجرة مجتثة : ليس لها أصل في الأرض . وفي التنزيل العزيز في الشجرة الخبيثة : اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ؛ فسرت ؛ بأنها المنتزعة المقتلعة ؛ قال الزجاج : أي استؤصلت من فوق الأرض . ومعنى اجتث الشيء في اللغة : أخذت جثته بكمالها . وجثه : قلعه . واجتثه : اقتلعه . وفي حديث أبي هريرة : قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : فما نرى هذه الكمأة إلا الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ؟ فقال : بل هي من المن . اجتثت : قطعت . والمجتث : ضرب من العروض ، على التشبيه بذلك ، كأنه اجتث من الخفيف ، أي : قطع وقال أبو إسحاق : سمي مجتثا ؛ لأنك اجتثثت أصل الجزء الثالث ، وهو " مف " فوقع ابتداء البيت من " عولات مس " . الأصمعي : صغار النخل أول ما يقلع منها شيء من أمه ، فهو الجثيث ، والودي والهراء والفسيل . أبو عمرو : الجثيثة النخلة التي كانت نواة ، فحفر لها وحملت بجرثومتها ، وقد جثت جثا . أبو الخطاب : الجثيثة ما تساقط من أصول النخل . الجوهري : والجثيث من النخل الفسيل ، والجثيثة الفسيلة ؛ ولا تزال جثيثة حتى تطعم ، ثم هي نخلة . ابن سيده : والجثيث أول ما يقلع من الفسيل من أمه واحدته جثيثة ، قال :


                                                          أقسمت لا يذهب عني بعلها أو يستوي جثيثها وجعلها



                                                          البعل من النخل : ما اكتفى بماء السماء . والجعل : ما نالته اليد من النخل . وقال أبو حنيفة : الجثيث ما غرس من فراخ النخل ، ولم يغرس من النوى . الجوهري : المجثة والمجثاث حديدة يقلع بها [ ص: 75 ] الفسيل . ابن سيده : المجث والمجثاث ما جث به الجثيث . والجثيث : ما يسقط من العنب في أصول الكرم . والجثة : شخص الإنسان قاعدا أو نائما ؛ وقيل جثة الإنسان شخصه ، متكئا أو مضطجعا ، وقيل : لا يقال له جثة ، إلا أن يكون قاعدا أو نائما ، فأما القائم فلا يقال جثته ، إنما يقال قمته ، وقيل : لا يقال جثة إلا أن يكون على سرج أو رحل معتما ، حكاه ابن دريد عن أبي الخطاب الأخفش ؛ قال : وهذا شيء لم يسمع من غيره ، وجمعها جثث وأجثاث ، الأخيرة على طرح الزائد ، كأنه جمع جث ؛ أنشد ابن الأعرابي :


                                                          فأصبحت ملقية الأجثاث



                                                          قال : وقد يجوز أن يكون أجثاث جمع جثث الذي هو جمع جثة ، فيكون على هذا جمع جمع . وفي حديث أنس : اللهم جاف الأرض عن جثته ، أي : جسده . والجث : ما أشرف من الأرض فصار له شخص ، وقيل : هو ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأكمة الصغيرة ؛ قال :


                                                          وأوفى على جث ولليل طرة     على الأفق لم يهتك جوانبها الفجر



                                                          والجث : خرشاء العسل ، وهو ما كان عليها من فراخها أو أجنحتها . ابن الأعرابي : جث المشتار إذا أخذ العسل بجثه ومحارينه ، وهو ما مات من النحل في العسل . وقال ساعدة بن جؤية الهذلي يذكر المشتار تدلى بحباله للعسل :


                                                          فما برح الأسباب حتى وضعنه     لدى الثول ينفي جثها ويئومها



                                                          يصف مشتار عسل ربطه أصحابه بالأسباب ، وهي الحبال ، ودلوه من أعلى الجبل إلى موضع خلايا النحل . وقوله يئومها أي : يدخن عليها بالأيام ، والأيام : الدخان . والثول : جماعة النحل . الجوهري : الجث - بالفتح - الشمع ، ويقال : هو كل قذى خالط العسل من أجنحة النحل وأبدانها . والجث : غلاف التمرة . وجث الجراد : ميته ؛ عن ابن الأعرابي . الكسائي : جئث الرجل جأثا وجث جثا فهو مجئوث ومجثوث ، إذا فزع وخاف . وفي حديث بدء الوحي : فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فجثثت منه أي : فزعت منه وخفت ؛ وقيل : معناه قلعت من مكاني ؛ من قوله تعالى : اجتثت من فوق الأرض ؛ وقال الحربي : أراد جئثت ، فجعل مكان الهمزة ثاء ، وقد تقدم . وتجثجث الشعر : كثر . وشعر جثجاث وجثاجث . والجثجاث : نبات سهلي ربيعي إذا أحس بالصيف ولى وجف ؛ قال أبو حنيفة : الجثجاث من أحرار الشجر ، وهو أخضر ، ينبت بالقيظ ، له زهرة صفراء كأنها زهرة عرفجة طيبة الريح تأكله الإبل إذا لم تجد غيره ؛ قال الشاعر :


                                                          فما روضة بالحزن طيبة الثرى     يمج الندى جثجاثها وعرارها
                                                          بأطيب من فيها إذا جئت طارقا     وقد أوقدت بالمجمر اللدن نارها



                                                          واحدته جثجاثة . وفي حديث قس بن ساعدة : وعرصات جثجاث ، الجثجاث : شجر أصفر مر طيب الريح ، تستطيبه العرب وتكثر ذكره في أشعارها . وجثجث البعير : أكل الجثجاث . وبعير جثاجث أي : ضخم . وشعر جثاجث - بالضم - ونبت جثاجث ، أي : ملتف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية