الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جهجه ]

                                                          جهجه : الجهجهة : من صياح الأبطال في الحرب وغيرهم ، وقد جهجهوا وتجهجهوا ; قال :


                                                          فجاء دون الزجر والتجهجه

                                                          وجهجه بالإبل : كهجهج . وجهجه بالسبع وغيره : صاح به ليكف ك " هجهج " مقلوب ; قال :


                                                          جهجهت فارتد ارتداد الأكمه



                                                          قال ابن سيده : هكذا رواه ابن دريد ، ورواه أبو عبيد : هرجت ; وقال آخر :


                                                          جردت سيفي فما أدري أذا لبد     يغشى المجهجه عض السيف أم رجلا

                                                          أبو عمرو : جه فلان فلانا إذا رده . يقال : أتاه فسأله فجهه وأوأبه وأصفحه كله إذا رده ردا قبيحا . وجهجه الرجل : رده عن كل شيء ك " هجهج " . وفي بعض الحديث : أن رجلا من أسلم عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه ؛ أي : زبره ، وأراد جهجهه ، فأبدل الهاء همزة ، لكثرة الهاءات وقرب المخرج . ويوم جهجوه : يوم لبني تميم معروف ; قال مالك بن نويرة :


                                                          وفي يوم جهجوه حمينا ذمارنا     بعقر الصفايا والجواد المربب

                                                          وذلك أن عوف بن حارثة بن سليط الأصم ضرب خطم فرس مالك بالسيف ، وهو مربوط بفناء القبة فذشب في خطمه فقطع الرسن ، وجال في الناس ، فجعلوا يقولون جوه جوه ، فسمي يوم جه جوه . وقال أبو منصور : الفرس إذا استصوبوا فعل إنسان قالوا جوه جوه . ابن سيده : وجه جه حكاية صوت الأبطال في الحرب ، وجه حكاية صوت الأبطال ، وجه جه تسكين للأسد والذئب وغيرهما . ويقال : تجهجه عني ؛ أي : انته . وفي حديث أشراط الساعة : لا تذهب الليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه ، كأنه مركب من هذا ، ويروى الجهجل ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية