الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جوت ]

                                                          جوت : جوت جوت : دعاء الإبل إلى الماء ; فإذا أدخلوا عليه الألف واللام ، تركوه على حاله قبل دخولهما ; قال الشاعر ، أنشده الكسائي :


                                                          دعاهن ردفي فارعوين لصوته كما رعت بالجوت الظماء الصواديا

                                                          نصبه مع الألف واللام ، على الحكاية . والردف : الصاحب والتابع ، وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه . وكان أبو عمرو يكسر التاء ، من قوله بالجوت ، ويقول : إذا أدخلت عليه الألف واللام ذهبت منه الحكاية ; والأول قول الفراء والكسائي . وكان أبو الهيثم ينكر النصب ، ويقول : إذا دخل عليه الألف واللام أعرب ، وينشده : كما رعت بالجوت ; وقال أبو عبيد : قال الكسائي : أراد به الحكاية ، مع اللام ; قال أبو الحسن : والصحيح أن اللام هنا زائدة ، كزيادتها في قوله :


                                                          ولقد نهيتك عن بنات الأوبر



                                                          فبقيت على بنائها ، ورواه يعقوب : كما رعت بالجوت ; والقول فيها كالقول في الجوت ، وقد جاوتها ; والاسم منه : الجوات ; قال الشاعر :


                                                          جاوتها فهاجها جواته



                                                          وقال بعضهم :


                                                          جايتها فهاجها جواته

                                                          وهذا إنما هو على المعاقبة ; أصلها جاوتها ; لأنه فاعلها من " جوت جوت " ، وطلب الخفة ، فقلب الواو ياء ، ألا تراه رجع في قوله : فهاجها جواته ، إلى الأصل الذي هو الواو ، وقد يكون شاذا نادرا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية