الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ جيب ]

                                                          جيب : الجيب : جيب القميص والدرع والجمع : جيوب . وفي التنزيل العزيز : وليضربن بخمرهن على جيوبهن . وجبت القميص : قورت جيبه . وجيبته : جعلت له جيبا . وأما قولهم : جبت جيب القميص ، فليس جبت من هذا الباب ; لأن عين " جبت " إنما هو من " جاب ، يجوب " ، والجيب عينه ياء ; لقولهم جيوب ، فهو على هذا من باب " سبط وسبطر ، ودمث ودمثر " ، وأن هذه ألفاظ اقتربت أصولها ، واتفقت معانيها ، وكل واحد منها لفظه غير لفظ صاحبه . وجيبت القميص تجييبا : عملت له جيبا . وفلان ناصح الجيب : يعنى بذلك قلبه وصدره ؛ أي : أمين . قال :


                                                          وخشنت صدرا جيبه لك ناصح

                                                          وجيب الأرض : مدخلها . قال ذو الرمة :


                                                          طواها إلى حيزومها وانطوت لها     جيوب الفيافي حزنها ورمالها

                                                          وفي الحديث في صفة نهر الجنة : حافتاه الياقوت المجيب . قال ابن الأثير : الذي جاء في كتاب البخاري : اللؤلؤ المجوف ، وهو معروف ; والذي جاء في سنن أبي داود : المجيب أو المجوف بالشك ; والذي جاء في معالم السنن : المجيب أو المجوب ، بالباء ، فيهما على الشك ، وقال : معناه الأجوف ، وأصله من : جبت الشيء إذا قطعته . والشيء مجوب أو مجيب ، كما قالوا مشيب ومشوب ، وانقلاب الواو إلى الياء كثير في كلامهم ; وأما مجيب ، مشدد ، فهو من قولهم : جيب يجيب فهو مجيب ؛ أي : مقور ، وكذلك بالواو . وتجيب : بطن من كندة ، وهو تجيب بن كندة بن ثور .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية