الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإذا حلف لا آكل هذا الرطب ، فصار تمرا ، أو لا آكل هذا الجدي ، فصار تيسا ، أو لا أكلم هذا الصبي ، فصار شيخا ، ففي الحنث به وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قول أبي علي بن أبي هريرة : لا يحنث ، لانتقاله عن صفته كالطعام إذا طحن والدقيق إذا خبز .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : يحنث ، وفرق قائله بين هذا وبين طحن الطعام وخبز الدقيق ، بأن انتقال هذا عن حاله حادث من ذاته ، فصار بعد الانتقال منسوبا إلى أصله .

                                                                                                                                            وانتقال الطعام بالطحن والدقيق بالخبز حادث عن صنعة فاعل ، فصار بالانتقال منسوبا إلى فاعله دون أصله .

                                                                                                                                            وتعليل هذا الفرق معلول بمن حلف لا يأكل حنطة ، فصارت زرعا ، ولا يأكل بيضة ، فصارت فرخا ، فإنه لا يحنث بوفاق وإن كان انتقال ذات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية