الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رحمة الله عليه : " وإذا نذر الرجل صوما أو صلاة ولم ينو عددا ، فأقل ما يلزمه من الصلاة ركعتان ومن الصوم يوم " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : أما إذا نذر عددا من صلاة ، أو صيام ، لزمه العدد الذي قاله ، أو [ ص: 502 ] نواه ، فأما إذا أطلق نذره ، ولم يذكر عددا ولا نواه ، وقال : " لله علي صوم ، أو صلاة " لزمه صيام يوم واحد ، لأنه يستحق شرعا ، فاستحق نذرا .

                                                                                                                                            ولو قيل : يلزمه صيام ثلاثة أيام كان مذهبا ، لأنه أقل صوم ورد في الشرع نصا ، فأما الصلاة ففيما يلزمه منها قولان :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو الأصح نقله المزني والربيع يلزمه منها ركعتان ، لأنها أقل الصلوات المفروضات .

                                                                                                                                            والقول الثاني : تفرد الربيع بنقله ، تلزمه ركعة واحدة ، لأن أقل الوتر ركعة واحدة ، ولا اعتبار بهذا التعليل ، لأن الفرض أصل ، والوتر تبع ، فوجب إلحاقه بالأصل دون التوابع ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية