الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وجوز ابن عقيل وابن الجوزي الخروج على إمام غير عادل وذكرا خروج الحسين على يزيد لإقامة الحق ، وكذا قال الجويني إذا جار وظهر ظلمه ولم يزجر حين زجر فلهم خلعه ولو بالحرب والسلاح .

                                                                                                          قال النووي : خلعه غريب .

                                                                                                          ومع هذا محمول على أنه لم يخف مفسدة أعظم منه ، ونصوص أحمد أنه لا يحل وأنه بدعة مخالف للسنة ، أمر بالصبر ، وأنه إذا وقع عمت الفتنة ، وانقطعت السبل ، وسفكت الدماء ، وتستباح الأموال ، وتنتهك المحارم .

                                                                                                          قال شيخنا : عامة الفتن التي وقعت من أعظم أسبابها قلة الصبر ، إذ الفتنة لها سببان : إما ضعف العلم ، وإما ضعف الصبر ، فإن الجهل والظلم أصل الشر ، وفاعل الشر إنما يفعله لجهله بأنه شر ، ولكون نفسه تريده ، فبالعلم يزول الجهل ، وبالصبر يحبس الهوى والشهوة ، فتزول تلك الفتنة .

                                                                                                          وقال ابن الجوزي في كتابه السر المصون : من الاعتقادات العامية التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة ، أن يقولوا : إن يزيد كان على الصواب وأن الحسين أخطأ في الخروج عليه .

                                                                                                          ولو نظروا في السير لعلموا [ ص: 161 ] كيف عقدت له البيعة وألزم الناس بها ، ولقد فعل في ذلك كل قبيح ، ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدرت منه بوادر وكلها توجب فسخ العقد ، من نهب المدينة ، ورمي الكعبة بالمنجنيق ، وقتل الحسين وأهل بيته ، وضربه على ثنيتيه بالقضيب ، وحمله الرأس على خشبة .

                                                                                                          وإنما يميل جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن أنه يغيظ بذلك الرافضة .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية