الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن قال له علي مال قبل تفسيره بأقل متمول ، والأشبه : وبأم ولد ، وكذا : له علي مال عظيم أو كثير أو خطير أو جليل ونحوه ، ويحتمل أن يزيد شيئا أو يبين وجه الكثرة ، ويتوجه العرف ، وإن لم ينضبط ، كيسير اللقطة والدم الفاحش .

                                                                                                          قال شيخنا : عرف المتكلم ، فيحمل مطلق كلامه على أقل محتملاته ، واختار ابن عقيل : في مال عظيم نصاب السرقة .

                                                                                                          وقال في خطير ونفيس صفة لا يجوز إلغاؤها ، كسليم ، وقال في عزيز : يقبل بالأثمان الثقال أو المتعذر وجوده ، لأنه العرف ، ولهذا اعتبر أصحابنا المقاصد والعرف في الأيمان ، ولا فرق ، قال : وإن قال : عظيم [ ص: 637 ] عند الله ، قبل بالقليل ، وإن قال : عظيم عندي ، احتمل كذلك ، واحتمل : يعتبر حاله ، وإن قال : دراهم كثيرة ، قبل بثلاثة ، كدراهم ، نص عليه ، ويتوجه : فوق عشرة ، لأنه اللغة ، وقال ابن عقيل : لا بد للكثرة من زيادة ولو درهما إذ لا حد للوضع ، كذا قال .

                                                                                                          وفي المذهب احتمال : تسعة ، لأنه أكثر القليل ، ويتوجه في دراهم وجه : فوق عشرة ، وإن فسر ذلك بما يوزن بالدراهم عادة كإبريسم وزعفران ففي قبوله احتمالان ( م 5 )

                                                                                                          [ ص: 637 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 637 ] ( تنبيه )

                                                                                                          قوله : " وإن قال عظيم عندي ، احتمل كذلك . واحتمل : يعتبر حاله ، انتهى . هذا من تتمة كلام ابن عقيل ، وقد قدم المصنف المذهب في هذه المسائل كلها فليعلم ذلك " .

                                                                                                          ( مسألة 5 ) قوله وإن فسر ذلك بما يوزن بالدراهم عادة كإبريسم وزعفران ففي قبوله احتمالان :

                                                                                                          ( أحدهما ) لا يقبل ، اختاره القاضي ، وهو الصواب .

                                                                                                          ( الاحتمال الثاني ) يقبل .




                                                                                                          الخدمات العلمية