الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وإذا سبي زوجان أو أحدهما انفسخ النكاح ) بينهما ( إن كانا حرين ) وإن كان الزوج مسلما لما في خبر مسلم أنهم لما امتنعوا يوم أوطاس من وطء المسبيات المتزوجات أنزل { والمحصنات } أي المتزوجات { من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فحرم الله المتزوجات لا المسبيات ، ومحله في سبي زوج صغير أو مجنون أو مكلف اختار الإمام رقه ، فإن من عليه أو فادى به استمر نكاحه ، وككونهما حرين ما لو كان أحدهما حرا فقط ، وقد سبيا أو الحر وحده وأرقه الإمام فيهما إذا كان زوجا كاملا فيفسخ النكاح لحدوث الرق ، بخلاف ما لو سبي الرقيق وحده لعدم حدوثه كما لو كانا رقيقين [ ص: 71 ] فالحاصل أن من سبي ورق انفسخ نكاحه ( قيل أو رقيقين ) فينفسخ أيضا ; لأنه حدث سبي يوجب الاسترقاق فكان كحدوث الرق ، والأصح المنع سواء أسبيا أم أحدهما ، وسواء أسلما أم أحدهما أم لا ; لأن الرق موجود ، وإنما انتقل من شخص إلى آخر وهو لا يؤثر كالبيع

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وإن كان الزوج مسلما ) غاية : أي بأن أسلم بعد الأسر أو قبله ( قوله : ومحله ) أي فسخ النكاح ( قوله : استمر نكاحه ) [ ص: 71 ] أي حيث لم يحكم برق زوجته بأن سبي وحده وبقيت بدار الحرب




                                                                                                                            الخدمات العلمية