الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وما يعيش ) دائما ( في بر وبحر كضفدع ) بكسر أوله وفتحه وضمه مع كسر ثالثه وفتحه في الأول وكسره في الثاني وفتحه في الثالث ( وسرطان ) ويسمى عقرب الماء ونسناس ( وحية ) وسائر ذوات السموم وسلحفاة وترسة على الأصح قيل هي السلحفاة ، وقيل [ ص: 152 ] اللجاة هي السلحفاة ( حرام ) لاستخباثه وضرره مع صحة النهي عن قتل الضفدع اللازم منه حرمته كذا في الروضة كأصلها وهو المعتمد ، وإن قال في المجموع : إن الصحيح المعتمد أن جميع ما في البحر تحل ميتته إلا الضفدع ، وما فيه سم وما ذكره الأصحاب أو بعضهم من تحريم السلحفاة والحية والنسناس محمول على ما في غير البحر ا هـ .

                                                                                                                            وأما الدنيلس فالمعتمد حله كما جرى عليه الدميري ، وأفتى به ابن عدلان وأئمة عصره وأفتى به الوالد رحمه الله تعالى

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وسرطان ) .

                                                                                                                            [ فائدة ] ذكر ابن مطرف أن السرطان يتولد من اللحم الذي في الدنيلس ا هـ عميرة .

                                                                                                                            وليس من السرطان المذكور ما وقع السؤال عنه ، وهو أن ببلاد الصين نوعا من حيوانات البحر يسمونه سرطانا ، وشأنه أنه متى خرج من البحر انقلب حجرا وجرت عادتهم باستعماله في الأدوية ، بل هو مما يسمى سمكا لانطباق تعريف السمك السابق عليه فهو طاهر يحل الانتفاع به في الأدوية وغيرها ( قوله : ونسناس ) بفتح الأول قيل هو ضرب من حيوانات البحر ، وقيل جنس من الخلق يثبت أحدهم على رجل واحدة انتهى مصباح .

                                                                                                                            وضبطه في شرح الروض بكسر [ ص: 152 ] النون ( قوله : حرام ) أي ما لم يكن له نظير في البر مأكول وإلا فيحل إن ذبح كما مر ( قوله مع صحة النهي عن قتل الضفدع ) أي كبيرا كان أو صغيرا ( قوله : محمول على ما في غير البحر ) أي فالحية والنسناس والسلحفاة البحرية حلال ، وعلى أن السلحفاة هي الترسة الذي قدمه تكون الترسة المعروفة الآن حلالا على ما في المجموع وإن كانت تعيش في البر فاحفظه فإنه دقيق ( قوله : وأما الدنيلس فالمعتمد حله ) أي ويلزم على ما تقدم عن ابن المطرف في السرطان أنه متولد من الدنيلس أنه حلال لأن الحيوان المتولد من الطاهر طاهر ، وتقدم التصريح بحرمة السرطان فليتأمل وجه ذلك ، اللهم إلا أن يقال : ما ذكره ابن المطرف ممنوع ، وفي تصريحهم بحل الدنيلس وحرمة السرطان دليل على أن كلا منهما أصل مستقل وليس أحدهما متولدا من الآخر



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وحية ) أي من حيات الماء كما صرح به غيره ( قوله : وسلحفاة ) أي بضم السين وفتح اللام [ ص: 152 ] قوله : كذا في الروضة ) الإشارة لما في المتن .




                                                                                                                            الخدمات العلمية