الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وإن ) ( تسابق ثلاثة فصاعدا وشرط ) من رابع ( للثاني مثل الأول ) ( فسد ) العقد لأن كلا لا يجتهد في السبق لوثوقه بالمال سبق أو سبق وقد تبع في ذلك المحرر ، لكن الأصح في الروضة كالشرحين الصحة وهو المعتمد لأن كلا يجتهد ويسعى أن يكون سابقا أو مصليا ، نعم لو شرط للثاني أكثر من الأول أو كانا اثنين فقط وشرط للثاني مثل الأول فسد ( و ) إذا شرط للثاني ( دونه ) أي الأول ( يجوز في الأصح ) لأنه يسعى ويجتهد ليفوز بالأكثر والثاني المنع لأنه قد يكسل إذا علم أنه يفوز بشيء .

                                                                                                                            واعلم أن للخيل التي تجتمع للسباق عشرة أسماء نظمها بعض الفضلاء فقال :

                                                                                                                            سابق بعده مصل مسل ثم تال فعاطف مرتاح      [ ص: 169 ] سابع فالمؤمل الحظي يليه
                                                                                                                            لطيم لعدوه يرتاح     وعاشر فسكل ويسمى سكيتا
                                                                                                                            عدوها كلها حكته الرياح

                                                                                                                            ( وسبق إبل ) وكل ذي خف عند إطلاق العقد ( بكتف ) أو بعضه عند الغاية ويعبر عنه بالكتد بفتح الفوقية أشهر من كسرها وهو مجتمع الكتفين بين أصل العنق والظهر ويسمى بالكاهل أيضا ، وآثر المصنف الأول لشهرته وإنما اعتبر بذلك لأنها ترفع أعناقها في العدو والفيل لا عنق له فتعذر اعتباره ( وخيل ) وكل ذي حافر ( بعنق ) أو بعضه عند الغاية لأنها لا ترفعه ، ومن ثم لو رفعته اعتبر فيها الكتف كما بحثه البلقيني وهو ظاهر بل صرح به جمع متقدمون ، ولو اختلف طول عنقهما فسبق الأطول بتقدمه بأكثر من قدر الزائد ، وأما سبق الأقصر فيظهر فيه الاكتفاء بمجاوزة عنقه بعض زيادة الأطول لا كلها ( وقيل ) السبق ( بالقوائم فيهما ) أي الإبل والخيل لأن العدو بها ، ومحل ما تقرر عند الإطلاق ، فإن شرطا في السبق أقداما معلومة لم يحصل بما دونها ، ولو سبق أحدهما في وسط الميدان والآخر في آخره فهو السابق ، فإن عثر أو ساخت قوائمه في الأرض فتقدم الآخر لم يكن سابقا ، وكذا لو وقف بعد جريه لمرض ونحوه فإن وقف بلا علة كان مسبوقا

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : أو مصليا ) من أسماء الخيل ( قوله سابق ) أي ويقال له المجلي ( قوله : فعاطف ) أي ويقال له البارع ا هـ شرح الروض [ ص: 169 ] قوله : فالمؤمل ) الفاء زائدة ، قال في شرح الروض : المرمل بالراء ويقال المؤمل بالهمز ا هـ .

                                                                                                                            وفي المختار : المؤمن بالنون بدل اللام ، وذكر جملة الأسماء في فصل الفاء من باب اللام ا هـ .

                                                                                                                            ثم رأيت أصله باللام ( قوله : فسكل ) بكسر الفاء والكاف ويقال بضمها ا هـ شرح روض .

                                                                                                                            وفي المختار إنه يقال له القاشور ا هـ ( قوله : ويسمى سكيتا ) مخففا كالكميت ومثقلا أيضا ا هـ شرح الروض ( قوله عدوها كلها ) قال في شرح الروض : ومنهم من زاد حادي عشر سماه المقروح والفقهاء قد يطلقونها على ركاب الخيل ا هـ ( قوله : بعض زيادة الأطول لا كلها ) قضيته أنه لا بد من تقدم صاحب الأقصر بقدر من الزائد ومجاوزة ذلك القدر ، والظاهر أنه غير مراد ، بل الشرط أن يجاوز قدر عنقه من عنق الأطول ، فمتى زاد بجزء من عنق الأطول على عنقه عد سابقا ( قوله : فإن عثر ) وينبغي تصديق صاحب الفرس العاثر في ذلك ، وقوله أو ساخت : أي غاصت



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 169 ] ( قوله : فالمؤمل ) هو بالهمز ويقال له المرمل بالراء بدل الهمزة ( قوله : فسكل ) هو بكسر الفاء والكاف .




                                                                                                                            الخدمات العلمية