الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( بلغ ابن ذمي ) أو أفاق أو عتق قن ذمي أو مسلم ( ولم يبذل ) بالمعجمة أي يعط ( جزية ) ( ألحق بمأمنه ) ولا يغتال ; لأنه كان في أمان أبيه أو سيده تبعا ( فإن بذلها ) ولو سفيها ( عقد له ) عقد جزية لاستغلاله حينئذ ( وقيل عليه كجزية أبيه ) ويكتفى بعقد متبوعه ; لأنه لما تبعه في أصل الأمان تبعه في أصل الذمة ، وعلى الأول فالمتجه أنه لو مضت عليهم مدة بلا عقد لزمتهم أجرة مثل سكناهم بدارنا ، إذ المغلب فيها معنى الأجرة ، ويظهر أنها هنا أقل الجزية

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : أو عتق قن ذمي ) وفي نسخة قنه بالضمير الراجع للذمي من غير تعرض للذمي والمسلم ، وما في الأصل هو الأولى لإفادته أن عتيق المسلم إن بذل الجزية أقر ، وإلا بلغ المأمن ، ولا ينافي تبليغه المأمن من أن عتيق المسلم لا يرق ; لأنه لا يلزم من تبليغ المأمن الإرقاق ( قوله : عقد جزية ) نسخة عقد جديد ، والمراد غير عقد أبيه ، وما في الأصل أولى لعدم احتياجه للتأويل ( قوله : لو مضت عليهم مدة بلا عقد ) قد يشكل هذا بما مر في حربي دخل دارنا ولم نعلم به إلا بعد مدة حيث [ ص: 90 ] قيل بعدم وجوب شيء عليه ; لأن المغلب فيها القول ، إلا أن يقال : إن هذا لما كان في الأصل تابعا لأمان أبيه نزل بعد بلوغه منزلة من مكث بعقد فاسد من الإمام ( قوله : أقل الجزية ) أي دينار



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله أي يعط ) هذا تفسير لمعنى البذل في حد ذاته لغة ، وإلا فالمراد بالبذل هنا الانقياد كما لا يخفى




                                                                                                                            الخدمات العلمية