الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( و ) كذا ( الاستثناء إذا عطف ) في الكل ( بواو كقوله على أولادي وأحفادي وإخوتي المحتاجين ، أو إلا أن يفسق بعضهم ) ؛ لأن الأصل اشتراك المتعاطفات في جميع المتعلقات كالصفة والحال والشرط ، ومثلها الاستثناء بجامع عدم الاستقلال ومثل الإمام للجمل بوقفت على بني داري وحبست على أقاربي ضيعتي وسبلت على خدمي بيتي إلا أن يفسق منهم أحد أي ، أو إن احتاجوا ، وأما تقدم الصفة على الجمل فاستبعد الإسنوي رجوعها للكل ؛ لأن كل جملة مستقلة بالصيغة والصفة مع الأولى خاصة وقد يجاب عن استبعاده بأنها حينئذ كالصفة المتوسطة فإنها ترجع للكل على المنقول المعتمد ؛ لأنها متقدمة بالنسبة لما بعدها متأخرة بالنسبة لما قبلها وادعاء ابن العماد أن ما مثل به الإمام خارج عن صورة المسألة ؛ لأنه وقوف متعددة والكلام في وقف واحد ممنوع إذ ملحظ الرجوع للكل موجود فيه أيضا نعم رده قول الإسنوي إن ما قالاه هنا في الاستثناء يخالف ما ذكراه في الطلاق ظاهر ويفرق بين ما ذكره في [ ص: 270 ] المتوسطة ، وما اقتضاه كلامهما في عبدي حر إن شاء الله وامرأتي طالق أنه إذا لم ينو عوده للأخير لا يعود إليه بأن العصمة هنا محققة فلا يزيلها إلا مزيل قوي ، ومع الاحتمال لا قوة وهنا الأصل عدم الاستحقاق فيكفي فيه أدنى دال فتأمله وخرج بتمثيله أولا بالواو وباشتراطها فيما بعده ما لو كان العطف ، بثم ، أو الفاء فيختص المتعلق بالأخير أي : فيما تأخر كما قاله جمع متقدمون ونقلاه عن الإمام وأقراه واعترضه جمع متأخرون بأن المذهب أن الفاء وثم كالواو بجامع أن كلا جامع وضعا بخلاف بل ولكن ، وبعدم تخلل كلام طويل ما لو تخلل كوقفت على أولادي على أن من مات منهم وأعقب فنصيبه بين أولاده { للذكر مثل حظ الأنثيين } وإلا فنصيبه لمن في درجته فإذا انقرضوا صرف إلى إخوتي المحتاجين أو إلا أن يفسق واحد منهم فيختص بالأخير وبحث شارح أن الجمل الغير المتعاطفة ليست كالمتعاطفة وكلامهما في الطلاق يدل على أنه لا فرق .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : كالصفة إلخ ) تمثيل للمتعلقات ش

                                                                                                                              ( قوله : فاستبعد الإسنوي إلخ ) لا يخفى أن قياس استبعاده في المتقدمة استبعاده في المتوسطة بالنسبة لغير جملتها أخذا من علته وحينئذ ينظر في الجواب ( قوله : وقد يجاب إلخ ) فيه تأمل ( قوله : بأنها حينئذ كالصفة المتوسطة ) إن أراد المتوسطة في الجمل فالمتوسط في الجمل يطرقها هذا الاستبعاد أخذا من علته ، أو المتوسطة في المفردات لم يفد لظهور الفرق أخذا من علته أيضا فليتأمل ( قوله : لما قبلها ، ثم قوله لما بعدها ) فيه نظر [ ص: 270 ] ولعله معكوس ( قوله : بأن العصمة هنا محققة إلخ ) قد يقال العود للأخير أوفق بهذا المعنى من عدم العود ؛ لأن العود يبقي العصمة وعدمه يزيلها فليتأمل مع ذلك قوله فتأمله .



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              قول المتن ( المحتاجين ) قال في شرح الروض أي : ، والمغني ، والحاجة هنا معتبرة بجواز أخذ الزكاة كما أفتى به القفال انتهى والذي يتجه أن المراد جواز أخذ الزكاة لولا مانع كونه هاشميا أو مطلبيا حتى يصرف للهاشمي والمطلبي أيضا مر ا هـ سم على حج وقضيته أن الغني بكسب لا يأخذ وقياس ما مر في الوقف على الفقراء الأخذ فلعل المراد هنا بالمحتاج من يأخذ الزكاة لعدم المال وإن قدر على الكسب ا هـ ع ش قول المتن ( أو إلا أن يفسق إلخ ) والذي يظهر أن المراد بالفسق هنا ارتكاب كبيرة ، أو إصرار على صغيرة أو صغائر ولم تغلب طاعاته معاصيه وبالعدالة انتفاء ذلك وإن ردت شهادته لخرم مروءة ، أو تغفل أو نحوهما ا هـ نهاية قال ع ش فلو تاب الفاسق هل يستحق من حين التوبة ، أو لا فيه نظر والذي يظهر الاستحقاق أخذا مما سيأتي فيما لو وقف على بنته الأرملة ، ثم تزوجت ، ثم تعزبت إلخ ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : كالصفة إلخ ) تمثيل للمتعلقات ش ا هـ سم ( قوله : على بني ) بفتح الباء وشد الياء ( قوله إلا أن يفسق إلخ ) مثال الاستثناء المتأخر و ( قوله : أي : أو إن احتاجوا ) مثال الصفة المتأخرة ( قوله : أما تقدم الصفة ) الأولى ، أما الصفة المتقدمة و ( قوله : والصفة ) الأولى التفريع كما في النهاية ( قوله : مع الأولى ) أي : من الجمل خبر والصفة ( قوله : وقد يجاب عن استبعاده إلخ ) قد يقال قياس استبعاد الإسنوي الذي أشار إليه أن يأتي نظيره في المتوسطة بالنسبة لها بعدها فكيف يصلح للجواب إلا أن يثبت عن الإسنوي عدم استبعاد فيها فيصلح ما ذكر جوابا إلزاميا لا تحقيقيا ا هـ سيد عمر وكذا في سم إلا قوله إلا أن يثبت إلخ ( قوله : فإنها ترجع إلخ ) كذا في المغني ( قوله : خارج إلخ ) خبر ادعاء إلخ ( قوله : إذ ملحظ إلخ ) وهو اشتراك المتعاطفات في جميع إلخ ا هـ ع ش ( قوله : نعم رده ) أي ابن العماد

                                                                                                                              ( قوله : ظاهر ) خبر رده ( قوله : ويفرق إلخ ) كلام مستأنف متعلق [ ص: 270 ] بقوله السابق وقد يجاب إلخ لا بما قبيله ، ثم رأيت في الرشيدي ما نصه قوله ويفرق إلخ هذا كلام مقتضب لا تعلق له بما قبله كما لا يخفى ا هـ ولله الحمد ( قوله : بأن العصمة إلخ ) قد يقال العود الأخير أوفق بهذا المعنى من عدم العود ؛ لأن العود يبقي العصمة وعدمه يزيلها فليتأمل مع ذلك قوله فتأمله ا هـ سم عبارة ع ش قوله بأن العصمة إلخ قد يقال هذا إنما يثبت نقيض المطلوب ؛ لأن قوله أنه إذا لم ينو إلخ يقتضي وقوع الطلاق لعدم عود المشيئة إليه وقوله بأن العصمة هنا محققة إلخ يقتضي عدم وقوع الطلاق ولو قال بأن صيغة الطلاق صريحة في وقوعه فلا يمنعها إلا مزيل قوي لكان أولى في مراده ا هـ وعبارة الرشيدي هذا يوجب رجوع الاستثناء للكل لا عدمه كما لا يخفى ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : هنا ) الأولى أن يقرأ بشد النون أي : في عبدي حر إن شاء الله إلخ

                                                                                                                              ( قوله : وهنا ) أي : في الوقف ( قوله : وخرج بتمثيله إلخ ) إلى قوله وبحث في المغني ( قوله نقلاه عن الإمام وأقراه ) قال الزركشي وما نقل عن الإمام إنما هو احتمال له فالمذهب خلافه وقد صرح هو في البرهان بأن مذهب الشافعي العود إلى الجميع وإن كان العطف بثم قال فالمختار أنه لا يتقيد بالواو بل الضابط وجود العطف بحرف جامع كالواو ، والفاء وثم انتهى وهذا المختار هو المعتمد ا هـ مغني عبارة النهاية وتمثيله أولا بالواو واشتراطها فيما بعده ليس للتقييد بها فالمذهب كما قاله جمع متأخرون أن الفاء وثم إلخ ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : وبعدم تخلل إلخ ) عطف على بتمثيله ، ثم هو إلى الفروع في النهاية ( قوله : فيختص ) أي المتعلق ( بالأخير ) معتمد ا هـ ع ش ( قوله : وبحث إلخ ) عبارة النهاية وكلامهما في الطلاق دال على عدم الفرق بين الجمل المتعاطفة وغيرها وإن بحث بعض الشراح الفرق بينهما وعلم مما قررنا أن كلا من الصفة والاستثناء راجع للجميع تقدم أو تأخر أو توسط ا هـ وعبارة المغني وتقديم الصفة على المتعاطفات كتأخيرها عنها في عودها إلى الجميع وكذا المتوسطة وإن قال ابن السبكي الظاهر اختصاصها بما وليته انتهى ومثلها فيما ذكر الاستثناء ، واعلم أن عود الاستثناء إلى الجمل لا يتقيد بالعطف فقد نقل الرافعي في الأيمان أنه يعود إليها بلا عطف حيث قال قال أبو الطيب لو قال إن شاء الله أنت طالق عبدي حر لم تطلق ولم يعتق ا هـ

                                                                                                                              ( قوله : وكلامهما إلخ ) معتمد ا هـ ع ش




                                                                                                                              الخدمات العلمية