آ . (30) قوله : لكم ميعاد : مبتدأ وخبر . والميعاد يجوز فيه أوجه ، أحدها : أنه مصدر مضاف لظرفه ، والميعاد يطلق على الوعد والوعيد . وقد تقدم أن الوعد في الخير ، والوعيد في الشر غالبا . الثاني : اسم أقيم مقام المصدر . والظاهر الأول . قال أبو عبيدة : " الوعد والوعيد والميعاد بمعنى " . الثالث : أنه هنا ظرف زمان . قال : " الميعاد ظرف الوعد ، من مكان أو زمان ، وهو هنا ظرف زمان . والدليل عليه قراءة من قرأ " ميعاد يوم " يعني برفعهما منونين ، فأبدل منه اليوم . وأما الإضافة فإضافة تبيين ، كقولك : سحق ثوب وبعير سانية " . الزمخشري
قال الشيخ : " ولا يتعين ما قال ; لاحتمال أن يكون التقدير : لكم ميعاد [ ص: 189 ] ميعاد يوم ، فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه " . قلت : لو فعل مثله لسمع به . وجوز الزمخشري في الرفع وجها آخر : وهو الرفع على التعظيم ، يعني على إضمار مبتدأ ، وهو الذي يسمى القطع . وسيأتي هذا قريبا . الزمخشري
وقرأ ابن أبي عبلة " ميعاد يوما " بتنوين الأول ، ونصب " يوما " منونا . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه منصوب على الظرف . والعامل فيه مضاف مقدر ، تقديره : لكم إنجاز وعد في يوم صفته كيت وكيت . الثاني : أن ينتصب بإضمار فعل . قال واليزيدي : " وأما نصب اليوم فعلى التعظيم بإضمار فعل ، تقديره : أعني يوما . ويجوز أن يكون الرفع على هذا ، أعني التعظيم " . الزمخشري
وقرأ بتنوين الأول ، ونصب " يوم " مضافا للجملة بعده . وفيه الوجهان المتقدمان : النصب على التعظيم ، أو الظرف . عيسى
قوله : لا تستأخرون عنه يجوز في هذه الجملة أن تكون صفة لـ " ميعاد " إن عاد الضمير في " عنه " عليه ، أو لـ " يوم " إن عاد الضمير في " عنه " عليه ، فيجوز أن يحكم على موضعها بالرفع أو الجر . وأما على قراءة فينبغي أن يعود الضمير في " عنه " على " ميعاد " ليس إلا ; لأنهم نصوا على أن الظرف إذا أضيف إلى جملة لم يعد منها إليه ضمير إلا في ضرورة كقوله : [ ص: 190 ] 3746 – مضت سنة لعام ولدت فيه عيسى
وعشر بعد ذاك وحجتان