الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (5) قوله : في أكنة : قال الزمخشري : " فإن قلت : هلا قيل : على قلوبنا أكنة كما قيل : وفي آذاننا وقر ، ليكون الكلام على نمط واحد . قلت : هو على نمط واحد ; لأنه لا فرق في المعنى بين قولك : قلوبنا في أكنة ، وعلى قلوبنا أكنة ، والدليل عليه قوله تعالى : وجعلنا على قلوبهم أكنة ، ولو قيل : جعلنا قلوبهم في أكنة لم يختلف المعنى ، وترى المطابيع منهم لا يرون الطباق والملاحظة إلا في المعاني " قال الشيخ : " و " في " هنا [ ص: 507 ] أبلغ من " على " لأنهم قصدوا الإفراط في عدم القبول بحصول قلوبهم في أكنة احتوت عليها احتواء الظرف على المظروف ، فلا يمكن أن يصل إليها شيء ، كما تقول : " المال في الكيس " بخلاف قولك : " على المال كيس " ، فإنه لا يدل على الحصر وعدم الوصول دلالة الوعاء ، وأما " وجعلنا " فهو من إخبار الله تعالى فلا يحتاج إلى مبالغة " . وتقدم تفسير الأكنة والوقر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ طلحة بكسر الواو وتقدم الفرق بينهما .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " مما تدعونا " من في " مما " وفي " ومن بيننا " لابتداء الغاية فالمعنى : أن الحجاب ابتدأ منا وابتدأ منك ، فالمسافة المتوسطة لجهتنا وجهتك مستوعبة لا فراغ فيها ، فلو لم تأت " من " لكان المعنى : أن حجابا حاصل وسط الجهتين ، والمقصود المبالغة بالتباين المفرط ، فلذلك جيء بـ " من " قاله الزمخشري . وقال أبو البقاء : " هو محمول على المعنى ; لأن المعنى : في أكنة محجوبة عن سماع ما تدعونا إليه ، ولا يجوز أن يكون نعتا لـ " أكنة " ، لأن الأكنة الأغشية ، وليست الأغشية مما يدعون إليه " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية