الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (26) قوله : ما إن مكناكم فيه : " ما " موصولة أو موصوفة . وفي " إن " ثلاثة أوجه : شرطية وجوابها محذوف . والجملة الشرطية [ ص: 676 ] صلة ما والتقدير : في الذي إن مكناكم فيه طغيتم . والثاني : أنها مزيدة تشبيها للموصولة بـ " ما " النافية والتوقيتية . وهو كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      4047 - يرجي المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب



                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : - وهو الصحيح - أنها نافية بمعنى : مكناهم في الذي ما مكناكم فيه من القوة والبسطة وسعة الأرزاق . ويدل له قوله تعالى في مواضع : كانوا أشد منهم قوة وأمثاله . وإنما عدل عن لفظ " ما " النافية إلى " إن " كراهية لاجتماع متماثلين لفظا . قال الزمخشري : " وقد أغث أبو الطيب في قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      4048 - لعمرك ما ما بان منك لضارب      ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وما ضره لو اقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال : " ما إن بان منك " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " فما أغنى " يجوز أن تكون " ما " نفيا ، وهو الظاهر أو استفهاما للتقرير . واستبعده الشيخ لأجل قوله : " من شيء " قال : " إذ يصير التقدير : [ ص: 677 ] أي شيء أغنى عنهم من شيء ، فزاد " من " في الواجب ، وهو لا يجوز على الصحيح " . قلت : قالوا تجوز زيادتها في غير الموجب وفسروا غير الموجب بالنفي والنهي والاستفهام ، وهذا استفهام .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " إذ كانوا " معمول لـ " أغنى " وهي مشربة معنى التعليل أي : لأنهم كانوا يجحدون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية