الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (14) قوله : قل للذين آمنوا يغفروا : قد تقدم نظيره في سورة إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ليجزي " قرأ ابن عامر والأخوان " لنجزي " بنون العظمة أي : لنجزي نحن . وباقي السبعة " ليجزي " بالياء من تحت مبنيا للفاعل أي : ليجزي الله . وأبو جعفر بخلاف عنه وشيبة وعاصم في رواية كذلك ، إلا أنه مبني للمفعول . هذا مع نصب " قوما " . وفي القائم مقام الفاعل ثلاثة أوجه ، أحدها : ضمير المفعول الثاني عاد الضمير عليه لدلالة السياق تقديره : ليجزى هو أي : الخير قوما . والمفعول الثاني من باب " أعطى " يقوم مقام الفاعل بلا [ ص: 646 ] خلاف . ونظيره : " الدرهم أعطي زيدا " . الثاني : أن القائم مقامه ضمير المصدر المدلول عليه بالفعل أي : ليجزى الجزاء . وفيه نظر ; لأنه لا يترك المفعول به ويقام المصدر ولا سيما مع عدم التصريح به . الثالث : أن القائم مقامه الجار والمجرور . وفيه حجة للأخفش والكوفيين ، حيث يجيزون نيابة غير المفعول به مع وجوده وأنشدوا :


                                                                                                                                                                                                                                      4031 - ... ... ... ... لسب بذلك الجرو الكلابا



                                                                                                                                                                                                                                      [وقوله ] :


                                                                                                                                                                                                                                      4032 - لم يعن بالعلياء إلا سيدا     والبصريون لا يجيزونه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية