الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (10) قوله : أإذا ضللنا : تقدم اختلاف القراء في الاستفهامين في سورة الرعد . والعامل في " إذا " محذوف تقديره : نبعث أو نخرج ، لدلالة " خلق جديد " عليه . ولا يعمل فيه " خلق جديد " لأن ما بعد " إن " والاستفهام لا يعمل فيما قبلهما . وجواب " إذا " محذوف إذا جعلتها شرطية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة " ضللنا " بضاد معجمة ولام مفتوحة بمعنى : ذهبنا وضعنا ، من قولهم : ضل اللبن في الماء . وقيل : غيبنا . قال النابغة :


                                                                                                                                                                                                                                      3670 - فآب مضلوه بعين جلية وغودر بالجولان حزم ونائل

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 84 ] والمضارع من هذا : يضل بكسر العين وهو كثير . وقرأ يحيى ابن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء بكسر اللام ، وهي لغة العالية . والمضارع من هذا يضل بالفتح . وقرأ علي وأبو حيوة " ضللنا " بضم الضاد وكسر اللام المشددة من ضلله بالتشديد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ علي أيضا وابن عباس والحسن والأعمش وأبان بن سعيد " صللنا " بصاد مهملة ولام مفتوحة . وعن الحسن أيضا " صللنا " بكسر الصاد . وهما لغتان . يقال : صل اللحم يصل ، ويصل بفتح الصاد وكسرها لمجيء الماضي مفتوح العين ومكسورها . ومعنى صل اللحم : أنتن وتغيرت رائحته . ويقال أيضا : أصل بالألف قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3671 - تلجلج مضغة فيها أنيض     أصلت ، فهي تحت الكشح داء



                                                                                                                                                                                                                                      وقال النحاس : " لا نعرف في اللغة " صللنا " ولكن يقال : صل اللحم ، وأصل ، وخم وأخم " وقد عرفها غير أبي جعفر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية