الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (52) قوله : يا ويلنا : العامة على الإضافة إلى ضمير المتكلمين دون تأنيث . وهو " ويل " مضاف لما بعده . ونقل أبو البقاء عن الكوفيين أن " وي " كلمة برأسها . و " لنا " جار ومجرور " . انتهى . ولا معنى لهذا إلا بتأويل بعيد : هو أن يكون يا عجب لنا ; لأن وي تفسر بمعنى اعجب منا . وابن أبي ليلى : " يا ويلتنا " بتاء التأنيث ، وعنه أيضا " يا ويلتا " بإبدال الياء ألفا . وتأويل هذه أن كل واحد منهم يقول : يا ويلتي .

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على فتح ميم " من و " بعثنا " فعلا ماضيا خبرا لـ " من " الاستفهامية قبله . وابن عباس والضحاك ، وأبو نهيك بكسر الميم على أنها حرف جر . و " بعثنا " مصدر مجرور بـ من . فـ " من " الأولى تتعلق بالويل ، والثانية تتعلق بالبعث .

                                                                                                                                                                                                                                      والمرقد يجوز أن يكون مصدرا أي : من رقادنا ، وأن يكون مكانا ، وهو مفرد أقيم مقام الجمع . والأول أحسن ; إذ المصدر يفرد مطلقا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : هذا ما وعد في " هذا " وجهان ، أظهرهما : أنه مبتدأ وما بعده خبره . ويكون الوقف تاما على قوله " من مرقدنا " . وهذه الجملة حينئذ فيها وجهان ، أحدهما : أنها مستأنفة : إما من قول الله تعالى ، أو من قول [ ص: 276 ] الملائكة . والثاني : أنها من كلام الكفار فتكون في محل نصب بالقول . والثاني من الوجهين الأولين : " هذا " صفة لـ " مرقدنا " و " ما وعد " منقطع عما قبله .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم في " ما " وجهان ، أحدهما : أنها في محل رفع بالابتداء ، والخبر مقدر أي : الذي وعده الرحمن وصدق فيه المرسلون حق عليكم . وإليه ذهب الزجاج والزمخشري . والثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : هذا وعد الرحمن . وقد تقدم لك أول الكهف : أن حفصا يقف على " مرقدنا " وقفة لطيفة دون قطع نفس لئلا يتوهم أن اسم الإشارة تابع لـ " مرقدنا " . وهذان الوجهان يقويان ذلك المعنى المذكور الذي تعمد الوقف لأجله . و " ما " يصح أن تكون موصولة اسمية أو حرفية كما تقدم تقريره . ومفعولا الوعد والصدق محذوفان أي : وعدناه الرحمن وصدقناه المرسلون . والأصل : صدقنا فيه . ويجوز حذف الخافض وقد تقدم لك نحو " صدقني سن بكره " أي في سنه . وتقدم قراءتا " صيحة واحدة " نصبا ورفعا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية