الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (39) قوله : ليربو : العامة على الياء من تحت مفتوحة ، أسند الفعل لضمير الربا أي : ليزداد . ونافع بتاء من فوق مضمومة خطابا للجماعة . فالواو على الأول لام كلمة ، وعلى الثاني كلمة ضمير لغائبين . وقد تقدمت قراءتا " آتيتم " بالمد والقصر في البقرة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " المضعفون " أي : أصحاب الأضعاف . قال الفراء : " نحو مسمن ، ومعطش أي : ذي إبل سمان وإبل عطاش " . وقرأ أبي بفتح العين ، جعله اسم مفعول .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " فأولئك هم " قال الزمخشري : " التفات حسن ، كأنه [قال ] لملائكته : فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم هم المضعفون . والمعنى : هم المضعفون به ; لأنه لا بد من ضمير يرجع إلى ما " انتهى . يعني أن اسم الشرط متى كان غير ظرف وجب عود ضمير من الجواب عليه . وتقدم ذلك في البقرة عند قوله : قل من كان عدوا لجبريل الآية . ثم قال : [ ص: 48 ] ووجه آخر : وهو أن يكون تقديره : فمؤتوه فأولئك هم المضعفون . والحذف لما في الكلام من الدليل عليه . وهذا أسهل مأخذا ، والأول أملأ بالفائدة " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية