الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (56) قوله : أن تقول : مفعول من أجله ، فقدره الزمخشري كراهة أن تقول ، وابن عطية : أنيبوا من أجل أن تقول . وأبو البقاء والحوفي : أنذرناكم مخافة أن تقول . ولا حاجة إلى إضمار هذا العامل مع وجود " أنيبوا " وإنما نكر نفسا لأنه أراد التكثير ، كقول الأعشى :


                                                                                                                                                                                                                                      3898 - ورب بقيع لو هتفت بجوه أتاني كريم ينفض الرأس مغضبا



                                                                                                                                                                                                                                      يريد : أتاني كرام كثيرون لا كريم فذ ; لمنافاته المعنى المقصود . ويجوز أن يريد : نفسا متميزة من بين الأنفس باللجاج الشديد في الكفر أو بالعذاب العظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " يا حسرتا " العامة على الألف بدلا من ياء الإضافة . وعن ابن كثير " يا حسرتاه " بهاء السكت وقفا ، وأبو جعفر " يا حسرتي " على [ ص: 435 ] الأصل . وعنه أيضا " يا حسرتاي " بالألف والياء . وفيها وجهان ، أحدهما : الجمع بين العوض والمعوض منه . والثاني : أنه تثنية " حسرة " مضافة لياء المتكلم . واعترض على هذا : بأنه كان ينبغي أن يقال : يا حسرتي بإدغام ياء النصب في ياء الإضافة . وأجيب : بأنه يجوز أن يكون راعى لغة الحارث بن كعب وغيرهم نحو : " رأيت الزيدان " . وقيل : الألف بدل من الياء والياء بعدها مزيدة . وقيل : الألف مزيدة بين المتضايفين ، وكلاهما ضعيف .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : على ما فرطت " ما " مصدرية أي : على تفريطي . وثم مضاف أي : في جنب طاعة الله . وقيل : في جنب الله المراد به الأمر والجهة . يقال : هو في جنب فلان وجانبه ، أي : جهته وناحيته . قال الراجز :


                                                                                                                                                                                                                                      3899 - الناس جنب والأمير جنب

                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر :


                                                                                                                                                                                                                                      3900 - أفي جنب بكر قطعتني ملامة     لعمري لقد طالت ملامتها بيا



                                                                                                                                                                                                                                      ثم اتسع فيه فقيل : فرط في جنبه أي في حقه . قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3901 - أما تتقين الله في جنب عاشق     له كبد حرى عليك تقطع



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 436 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية