الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (64) قوله : تخاصم : العامة على رفع " تخاصم " مضافا لأهل . وفيه أوجه ، أحدها : أنه بدل من " لحق " . الثاني : أنه عطف بيان . الثالث : أنه بدل من " ذلك " على الموضع ، حكاه مكي ، وهذا يوافق قول بعض الكوفيين . الرابع : أنه خبر ثان لـ " إن " . الخامس : أنه خبر مبتدأ مضمر أي : هو تخاصم . السادس : أنه مرفوع بقوله " لحق " . إلا أن أبا البقاء قال : " ولو قيل : هو مرفوع بـ " حق " لكان بعيدا لأنه يصير جملة ولا ضمير فيها يعود على اسم " إن " . وهذا رد صحيح . وقد يجاب عنه : بأن الضمير مقدر أي : لحق تخاصم أهل النار فيه كقوله : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور أي : منه . وقرأ ابن محيصن بتنوين " تخاصم " ورفع " أهل " فرفع " تخاصم " على ما تقدم . وأما رفع " أهل " فعلى الفاعلية بالمصدر المنون كقولك : " يعجبني تخاصم الزيدون " أي : أن تخاصموا . وهذا قول البصريين وبعض الكوفيين خلا الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 395 ] وقرأ ابن أبي عبلة " تخاصم " بالنصب مضافا لأهل . وفيه أوجه ، أحدها : أنه صفة لـ " ذلك " على اللفظ . قال الزمخشري : " لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس " . وهذا فيه نظر ; لأنهم نصوا على أن أسماء الإشارة لا توصف إلا بما فيه أل نحو : " يا هذا الرجل " ، ولا يجوز " يا هذا غلام الرجل " فهذا أبعد ، ولأن الصحيح أن الواقع بعد اسم الإشارة المقارن لـ أل إن كان مشتقا كان صفة ، وإلا كان بدلا و " تخاصم " ليس مشتقا . الثاني : أنه بدل من ذلك . الثالث : أنه عطف بيان . الرابع : على إضمار " أعني " . وقال أبو الفضل : " ولو نصب " تخاصم " على أنه بدل من " ذلك " لجاز " انتهى . وكأنه لم يطلع عليها قراءة . وقرأ ابن السميفع " تخاصم " فعلا ماضيا " أهل " فاعل به . وهي جملة استئنافية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية