الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (63) قوله : له مقاليد : جملة مستأنفة . والمقاليد : جمع مقلاد أو مقليد ، أو لا واحد له من لفظه كأساطير وأخواته ويقال أيضا : إقليد وأقاليد ، وهي المفاتيح والكلمة فارسية معربة . وفي هذا الكلام استعارة بديعة نحو قولك : بيد فلان مفتاح هذا الأمر ، وليس ثم مفتاح وإنما هو عبارة عن شدة تمكنه من ذلك الشيء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : والذين كفروا بآيات الله في هذه الجملة وجهان ، أحدهما : أنها معطوفة على قوله : وينجي الله الذين اتقوا أي : ينجي المتقين بمفازتهم ، والكافرون هم الخاسرون . واعترض بينهما بأنه خالق الأشياء كلها ومهيمن عليها ، قاله الزمخشري . واعترض عليه فخر الدين الرازي : بأنه عطف اسمية على فعلية ، وهو لا يجوز ، وهذا الاعتراض معترض [عليه ] إذ لا مانع من ذلك . الثاني : أنها معطوفة على قوله : له مقاليد السماوات ; وذلك أنه تعالى لما وصف نفسه بأنه خالق كل شيء في السماوات والأرض ، ومفاتيحه بيده ، قال : والذين كفروا أن يكون الأمر كذلك أولئك هم الخاسرون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية