قوله : " أتعدانني " العامة على نونين مكسورتين : الأولى للرفع والثانية للوقاية ، بالإدغام ، وهشام في رواية بنون واحدة . وهذه مشبهة بقوله : ونافع تأمروني أعبد . وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر وعبد الوارث عن بفتح النون الأولى ، كأنهم فروا من توالي مثلين مكسورين بعدهما ياء . وقال أبي عمرو : " وهي لغة شاذة في فتح نون الاثنين " قلت : إن عنى نون الاثنين في الأسماء نحو قوله : أبو البقاء
4041 - على أحوذيين استقلت ... ... ... ...
[ ص: 671 ] فليس هذا منه . وإن عنى في الفعل فلم يثبت ذلك لغة ، وإنما الفتح هنا لما ذكرت .
قوله : " أن أخرج " هو الموعود به ، فيجوز أن تقدر الباء قبل " أن " وأن لا تقدرها .
قوله : " وقد خلت " جملة حالية . وكذلك وهما يستغيثان الله أي : يسألان الله . واستغاث يتعدى بنفسه تارة وبالباء أخرى ، وإن كان ابن مالك زعم أنه متعد بنفسه فقط ، وعاب قول النحاة " مستغاث به " قلت : لكنه لم يرد في القرآن إلا متعديا بنفسه : إذ تستغيثون ربكم ، فاستغاثه الذي ، وإن يستغيثوا يغاثوا قوله : " ويلك " منصوب على المصدر بفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق . ومثله : ويحه وويسه وويبه ، وإما على المفعول به بتقدير : ألزمك الله ويلك . وعلى كلا التقديرين الجملة معمولة لقول مقدر أي : يقولان ويلك آمن . والقول في محل نصب على الحال أي : يستغيثان الله قائلين ذلك .
قوله : إن وعد الله حق العامة على كسر " إن " استئنافا أو تعليلا . وقرأ عمرو بن فائد بفتحها على أنها معمولة لـ آمن على حذف الباء أي : آمن بأن وعد الله حق . والأعرج
[ ص: 672 ]