الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صلق ) الصاد واللام والقاف أصل واحد يدل على صيحة بقوة وصدمة وما أشبه ذلك . فالصلق : الصوت الشديد . قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ليس منا من صلق أو حلق . يريد شدة الصياح عند المصيبة تنزل . والصلاق والمصلاق : الشديد الصوت . والصلقة : الصدمة والوقعة المنكرة . قال لبيد :


                                                          فصلقنا في مراد صلقة وصداء ألحقتهم بالثلل

                                                          قال الكسائي : الصلقة الصياح ، وقد أصلقوا إصلاقا . واحتج بهذا البيت . [ ص: 307 ] وقال أبو زيد : صلقه بالعصا : ضربه . والصلق : صدم الخيل في الغارة . ويقال : صلق بنو فلان بني فلان ، إذا أوقعوا بهم فقتلوهم قتلا ذريعا . ويقال : تصلقت الحامل ، إذا أخذها الطلق فألقت بنفسها [ على ] جنبيها مرة كذا ومرة كذا . والفحل يصلق بنابه إصلاقا ، وذلك صريفه . والصلقات : أنياب الإبل التي تصلق . قال :


                                                          لم تبك حولك نيبها وتقاذفت     صلقاتها كمنابت الأشجار

                                                          فأما القاع المستدير فيقال له : الصلق ، وليس هو من هذا ; لأنه من باب الإبدال وفيه يقال : السلق ، وقد مضى ذكره . وينشد بيت أبي دؤاد بالسين والصاد :


                                                          ترى فاه إذا أقب     ل مثل الصلق الجدب

                                                          ولا أنكر أن يكون هذا الباب كله محمولا على الإبدال . فأما الصلائق فيقال : هو الخبز الرقيق ، الواحدة صليقة ، فقد يقال بالراء : الصريقة ، ويقال بالسين : السلائق . ولعله من المولد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية