الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( طبع ) الطاء والباء والعين أصل صحيح ، وهو مثل على نهاية ينتهي إليها الشيء حتى يختم عندها ، يقال : طبعت على الشيء طابعا . ثم يقال على هذا : طبع الإنسان وسجيته . ومن ذلك طبع الله على قلب الكافر ، كأنه ختم عليه حتى لا يصل إليه هدى ولا نور ، فلا يوفق لخير . ومن ذلك أيضا : طبع السيف والدرهم ، وذلك إذا ضربه حتى يكمله . والطابع : الخاتم يختم به . والطابع : الذي يختم . ومن الباب قولهم لملء المكيال : طبع . والقياس واحد ; لأنه قد تكامل وختم . وتطبع النهر ، إذا امتلأ ، وهو ذلك المعنى . وكذلك إذا حملت الناقة حملها الوافي الكامل ، فهي مطبعة . قال :

                                                          [ ص: 439 ]

                                                          أين الشظاظان وأين المربعه وأين وسق الناقة المطبعه

                                                          قال ابن السكيت : الطبع : النهر ، والجمع : الطباع . قال :


                                                          فتولوا فاترا مشيهم     كروايا الطبع همت بالوحل

                                                          ولعل الذي قالوه في وصف النهر ، أن يكون ممتلئا ، حتى يكون أقيس .

                                                          ومما شذ عن هذا الأصل وقد يمكن أن يقارب بينهما ، إلا أن ذلك على استكراه - قولهم للدنس : طبع . يقال : رجل طبع . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع . وقال :


                                                          له أكاليل بالياقوت فصلها     صواغها لا ترى عيبا ولا طبعا

                                                          ومن هذه الكلمة قولهم للرجل إذا لم ينفذ في الأمر : قد طبع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية