الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ظن ) الظاء والنون أصيل صحيح يدل على معنيين مختلفين : يقين وشك .

                                                          فأما اليقين فقول القائل : ظننت ظنا ، أي أيقنت . قال الله تعالى : قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله أراد ، والله أعلم ، يوقنون . والعرب تقول ذلك وتعرفه . قال شاعرهم :


                                                          فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد

                                                          أراد : أيقنوا . وهو في القرآن كثير .

                                                          ومن هذا الباب مظنة الشيء ، وهو معلمه ومكانه . ويقولون : هو مظنة لكذا . قال النابغة :

                                                          [ ص: 463 ]

                                                          فإن مظنة الجهل الشباب

                                                          والأصل الآخر : الشك ، يقال : ظننت الشيء ، إذا لم تتيقنه ، ومن ذلك الظنة : التهمة . والظنين : المتهم . ويقال : اظنني فلان . قال الشاعر :


                                                          ولا كل من يظنني أنا معتب     ولا كل ما يروى علي أقول

                                                          وربما جعلت طاء ; لأن الظاء أدغمت في تاء الافتعال . والظنون : السيئ الظن . والتظني : إعمال الظن . وأصل التظني التظنن . ويقولون : سؤت به ظنا ، وأسأت به الظن ، يدخلون الألف إذا جاءوا بالألف واللام . والظنون : البئر لا يدرى أفيها ماء أم لا . قال :


                                                          ما جعل الجد الظنون الذي     جنب صوب اللجب الماطر

                                                          والدين الظنون : الذي لا يدرى أيقضى أم لا . والباب كله واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية