الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سف ) السين والفاء أصل واحد ، وهو انضمام الشيء إلى الشيء ودنوه منه ، ثم يشتق منه ما يقاربه .

                                                          من ذلك أسف الطائر ، إذا دنا من الأرض في طيرانه . وأسف الرجل للأمر ، إذا قاربه . ويقال أسفت السحابة ، إذا دنت من الأرض . قال أوس يصف السحاب :

                                                          [ ص: 58 ]

                                                          دان مسف فويق الأرض هيدبه يكاد يدفعه من قام بالراح



                                                          ومن الباب : أسف الرجل النظر ، إذا أدامه . ومنه السفساف : الأمر الحقير . وسمي بذلك لأنه من أسف الرجل للأمر الدني . ومن ذلك المسفسفة ، وهي الريح التي تجري فويق الأرض . والسف : الحية التي تسمى الأرقم ، وذلك أنه يلصق بالأرض لصوقا في مره . فالقياس في هذا كله واحد . وأما سففت الخوص ، والسفيف : بطان يشد به الرحل ، فمن هذا ; لأنه إذا نسج فقد أدنيت كل طاقة منه إلى سائرها .

                                                          ومما يجوز أن يحمل على الباب ويجوز أن يكون شاذا ، قولك : سففت الدواء أسفه . ويقال أسف وجهه ، إذا ذر عليه الشيء . قال ضابئ يذكر ثورا :


                                                          شديد بريق الحاجبين كأنما     أسف صلى نار فأصبح أكحلا



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية